الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٦١
من ربه فتاب عليه قال سال بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الا تبت على فتاب عليه * وأخرج الخطيب في أماليه وابن عساكر بسند فيه مجاهيل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن آدم لما أكل من الشجرة أوحى الله إليه اهبط من جواري وعزتي لا يجاورني من عصاني فهبط إلى الأرض مسودا فبكت الأرض وضجت فأوحى الله يا آدم صم لي اليوم يوم ثلاثة عشر فصامه فأصبح ثلثه أبيض ثم أوحى الله إليه صم لي هذا اليوم يوم أربعة عشر فصامه فأصبح ثلثاه أبيض ثم أوحى الله إليه صم لي هذا اليوم يوم خمسة عشر فصامه فأصبح كله أبيض فسميت أيام البيض * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال لما أهبط الله آدم من الجنة إلى الأرض قال له يا آدم أربع احفظهن واحدة لي عندك وأخرى لك عندي وأخرى بيني وبينك وأخرى بينك وبين الناس فاما التي لي عندك فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك عندي فأوفيك عملك لا أظلمك شيئا وأما التي بيني وبينك فتدعوني فاستجيب لك وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس أن تأتى إليهم بما ترضى أن يؤتوا إليك بمثله * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمان قال لما خلق الله آدم قال يا آدم واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك فاما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من شئ جزيتك به وان أغفر فانا غفور رحيم وأما التي بيني وبينك فمنك المسألة والدعاء وعلى الإجابة والعطاء * وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن سلمان رفعه * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أهبط الله آدم إلى الأرض مكث فيها ما شاء الله أن يمكث ثم قال له بنوه يا أبانا تكلم فقام خطيبا في أربعين ألفا من ولده وولد ولده فقال إن الله أمرني فقال يا آدم أقلل كلامك ترجع إلى جواري * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس قال لما أهبط الله آدم إلى الأرض أكثر ذريته فنمت فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده فجعلوا يتحدثون حوله وآدم ساكت لا يتكلم فقالوا يا أبانا ما لنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم فقال يا بنى ان الله لما أهبطني من جواره إلى الأرض عهد إلى فقال يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري * وأخرج ابن عساكر عن فضالة بن عبيد قال أن آدم كبر حتى تلعب به بنو بنيه فقيل له ألا تنهى بنى بنيك أن يلعبوا بك قال انى رأيت ما لم يروا وسمعت ما لم يسمعوا وكنت في الجنة وسمعت الكلام وان ربى وعدني ان أنا أسكت فمي أن يدخلني الجنة * وأخرج ابن الصلاح في أماليه عن محمد بن النضر قال قال آدم يا رب شغلتني بكسب يدي فعلمني شيئا فيه مجامع الحمد والتسبيح فأوحى الله إليه يا آدم إذا أصبحت فقل ثلاثا وإذا أمسيت فقل ثلاثا الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده فذلك مجامع الحمد والتسبيح * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة قال كان آدم عليه السلام يشرب من السحاب * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن كعب قال أول من ضرب الدينار والدرهم آدم عليه السلام * وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن يحيى قال أول من ضرب الدينار والدرهم آدم ولا تصلح المعيشة الا بهما * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال أول من مات آدم عليه السلام * وأخرج ابن سعد والحاكم وابن مردويه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حضر آدم قال لبنيه انطلقوا فاجنوا لي من ثمار الجنة فخرجوا فاستقبلتهم الملائكة فقالوا أين تريدون قالوا بعثنا أبونا لنجني له من ثمار الجنة فقالوا ارجعوا فقد كفيتم فرجعوا معهم حتى دخلوا على آدم فلما رأتهم حواء ذعرت منهم وجعلت تدنو إلى آدم وتلصق به فقال إليك عنى إليك عنى فمن قبلك أتيت خلى بيني وبين ملائكة ربى قال فقبضوا روحه ثم غسلوه وحنطوه وكفنوه ثم صلوا عليه ثم حفروا له ودفنوه ثم قالوا يا بني آدم هذه سنتكم في موتاكم فكذلكم فافعلوا * وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي موقوفا * وأخرج ابن عساكر عن أبي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن آدم لما حضرته الوفاة أرسل الله إليه بكفن وحنوط من الجنة فلما رأت حواء الملائكة جزعت فقال خلى بيني وبين رسل ربى فما لقيت الذي لقيت الا منك ولا أصابني الذي أصابني الا منك * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال كان لآدم بنون ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر فكان أكبرهم يغوث فقال له يا بنى انطلق فان لقيت أحدا من الملائكة فأمره يجيئني بطعام من الجنة وشراب من شرابها فانطلق فلقى جبريل بالكعبة فسأله عن ذلك قال ارجع فان أباك يموت فرجعا فوجداه يجود بنفسه فوليه جبريل فجاءه بكفن وحنوط وسدر ثم قال يا بني آدم أترون ما أصنع بأبيكم
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست