الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٨
في الغيلانيات وابن عساكر عن سعيد بن جبير قال خلق الله آدم من أرض يقال لها دحناء * وأخرج الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا الهوى والبلاء والشهوة معجونة بطينة آدم عليه السلام * وأخرج الطيالسي وابن سعد وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو يعلى وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما صور الله تعالى آدم في الجنة تركه ما شاء أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف علم أنه خلق لا يتمالك ولفظ أبى الشيخ قال خلق لا يتمالك ظفرت به * وأخرج ابن حبان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما نفخ الله في آدم الروح فبلغ الروح رأسه عطس فقال الحمد لله رب العالمين فقال له تبارك وتعالى يرحمك الله * وأخرج ابن حبان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم عطس فألهمه الله ربه أن قال الحمد لله قال له ربه يرحمك الله فلذلك سبقت رحمته غضبه * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال لما فرغ الله من خلق آدم وجرى فيه الروح عطس فقال الحمد لله فقال ربه يرحمك ربك * وأخرج ابن سعد وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق آدم من تراب ثم جعله طينا ثم تركه حتى إذا كان حما مسنونا خلقه وصوره ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار جعل إبليس يمر به فيقول لقد خلقت لأمر عظيم ثم نفخ الله فيه من روحه فكان أول شئ جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطس فلقاه الله حمد ربه فقال الرب يرحمك ربك ثم قال يا آدم اذهب إلى أولئك النفر فقل لهم وانظر ماذا يقولون فجاء فسلم عليهم فقالوا وعليك السلام ورحمة الله فجاء إلى ربه فقال ماذا قالوا لك وهو أعلم بما قالوا له قال يا رب سلمت عليهم فقالوا وعليك السلام ورحمة الله قال يا آدم هذه تحيتك وتحية ذريتك قال يا رب وما ذريتي قال اختر يدي قال أختار يمين ربى وكلتا يدي ربى يمين فبسط الله كفه فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كف الرحمن عز وجل * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة فاسمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا فلم تزل الخلق تنقص حتى الآن * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والطبراني في الكبير عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم طوله ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع * وأخرج مسلم وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط منها وفيه مات وفيه تيب عليه وفيه تقوم الساعة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي نضرة قال لما خلق الله آدم ألقى جسده في السماء لا روح فيه فلما رأته الملائكة راعهم ما رأوه من خلقه فاتاه إبليس فلما رأى خلقه منتصبا راعه فدنا منه فنكته برجله فصل آدم فقال هذا أجوف لا شئ عنده * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال خلق الله آدم في سماء الدنيا وانما أسجد له ملائكة سماء الدنيا ولم يسجد له ملائكة السماوات * وأخرج أبو الشيخ بسند صحيح عن ابن زيد يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لما أراد ان يخلق آدم بعث ملكا والأرض يومئذ وافرة فقال اقبض لي منها قبضة آتني بها أخلق منها خلقا قالت فإني أعوذ بأسماء الله ان تقبض اليوم منى قبضة بخلق خلقا يكون لجهنم منه نصيب فعرج الملك ولم يقبض منها شيئا فقال له مالك قال عاذت بأسمائك ان أقبض منها خلقا يكون لجهنم منه نصيب فلم أجد عليها مجازا فبعث ملكا آخر فلما أتاها قالت له مثل ما قالت للأول ثم بعث الثالث فقالت له مثل ما قالت لهما فعرج ولم يقبض منها شيئا فقال له الرب تعالى مثل ما قال للذين قبله ثم دعا إبليس واسمه يومئذ في الملائكة حباب فقال له اذهب فاقبض لي من الأرض قبضة فذهب حتى أتاها فقالت له مثل ما قالت للذين من قبله من الملائكة فقبض منها قبضة ولم يسمع لحرجها فلما أتاه قال الله تعالى ما أعاذت بأسمائي منك قال بلى قال فما كان في أسمائي ما يعيذها منك قال بلى ولكن أمرتني فأطعتك فقال الله لأخلقن منها خلقا يسوء وجهك فألقى الله تلك القبضة في نهر من أنهار الجنة
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست