الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٧
وسلم قال أرض الجنة بيضاء عرصتها صخور الكافور وقد أحاط به المسك مثل كثبان الرمل فيها أنهار مطردة فيجتمع أهل الجنة أولهم وآخرهم يتعارفون فيبعث الله عليهم ريح الرحمة فتهيج عليهم المسك فيرجع الراجل إلى زوجه وقد ازداد حسنا وطيبا فتقول لقد خرجت من عندي وانا بك معجبة وانا بك الآن أشد إعجابا * وأخرج أبو نعيم عن سعيد بن جبير قال أرض الجنة فضة * وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة ثم شقق فيها الانهار وغرس فيها الأشجار فلما نظرت الملائكة إلى حسنها وزهرتها قالت طوباك منازل الملوك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن أبي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله ابن صائد عن تربة الجنة فقال در مكة بيضاء مسك خالص * واخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وأبو الشيخ في العظمة عن أبي رميل انه سال ابن عباس ما أرض الجنة قال مر مرة بيضاء من فضة كأنها مرآة قال ما نورها قال ما رأيت الساعة التي يكون فيها طلوع الشمس فذلك نورها الا انه ليس فيها شمس ولا زمهرير قال فما أنهارها أفى أخدود قال لا ولكنها تفيض على وجه الأرض لا تفيض ههنا ولا ههنا قال فما حللها قال فيها الشجر فيها الثمر كأنه الرمان فإذا أراد ولى الله منها كسوة انحدرت إليه من أغصانها فانفلقت له من سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم لتطبق فترجع كما كانت * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله جنة عدن بيده وذلل فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم نظر إليها فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل * وأخرج البزار عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله خلق جنة عدن بيضاء * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد بن السرى في الزهد وابن ماجة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لشبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها * وأخرج الترمذي وابن أبي الدنيا عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم لو أن ماء ثقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم * وأخرج البخاري عن أنس قال أصيب حارثة يوم بدر فجاءت أمه فقالت يا رسول الله قد علمت منزله حارثة منى فان يكن في الجنة صبرت وان يكن غير ذلك ترى ما أصنع فقال إنها ليست بجنة واحدة انها جنان كثيرة وانه في الفردوس الأعلى * وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل الا ان سلعة الله غالية * وأخرج الحاكم عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال والذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم ان أهل الجنة ليزدادون حسنا وجمالا كما يزدادون في الدنيا قباحة وهرما * قوله تعالى (تجرى من تحتها الانهار) * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله تجرى من تحتها أي يعنى المساكن تجرى أسفلها أنهارها * وأخرج ابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهار الجنة تفجر من تحت جبال مسك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ بن حبان في التفسير والبيهقي في البعث وصححه عن ابن مسعود قال إن أنهار الجنة تفجر من جبل مسك * وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال إن في الجنة نهرا يقال له البيدخ عليه قباب من ياقوت تحته جوار نابتات يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلى البيدخ فيجيئون فيتصفحون تلك الجواري فإذا أعجب رجل منهم بجارية مس معصمها فتبعته وتنبت مكانها أخرى * وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده والنسائي وأبو يعلى والبيهقي في
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست