الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٦
قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها قال انى أعلم مالا تعلمون * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من لبى الملائكة قال الله انى جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء قال فزادوه فاعرض عنهم فطافوا بالعرش ست سنين يقولون لبيك لبيك اعتذارا إليك لبيك لبيك نستغفرك ونتوب إليك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر عن ابن سابط ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دحيت الأرض من مكة وكانت الملائكة تطوف بالبيت فهي أول من طاف به وهي الأرض التي قال الله انى جاعل في الأرض خليفة وكان النبي إذا هلك قومه ونجا هو والصالحون أتاها هو ومن معه فيعبدون الله بها حتى يموتون فيها وان قبر نوح وهود وشعيب وصالح بين زمزم وبين الركن والمقام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال التسبيح التسبيح والتقديس الصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة واحمد ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أحب الكلام إلى الله ما اصطفاه الله لملائكته سبحان ربى وبحمده وفى لفظ سبحان الله وبحمده * واخرج ابن جرير وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير ان عمر بن الخطاب سال النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الملائكة فلم يرد عليه شيئا فاتاه جبريل فقال إن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون سبحان ذي الملك والملكوت وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة يقولون سبحان ذي العزة والجبروت وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون سبحان الحي الذي لا يموت * واخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله ونقدس لك قال نصلى لك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال التقديس التطهير * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ونقدس لك قال نعظمك ونكبرك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح في قوله ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال نعظمك ونمجدك * وأخرج وكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير في قوله انى اعلم مالا تعلمون قال علم من إبليس المعصية وخلقه لها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله انى أعلم ما لا تعلمون قال كان في علم الله انه سيكون من تلك الخليقة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في الامل عن الحسن قال لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة ربنا ان الأرض لم تسعهم قال انى جاعل موتا قالوا إذا لا يهنأ لهم العيش قال انى جاعل أملا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن عمر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن آدم لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى أعلم ما لا تعلمون قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان فقالوا ربنا هاروت وماروت قال فاهبطا إلى الأرض فتمثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الاشراك قالا والله لا نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبى قالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح من خمر فسألها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبى فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا أبيتماه على الا قد فعلتماه حين سكرتما فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا * وأخرج ابن سعد في طبقاته وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه والحكيم في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال خلقت الكعبة قبل الأرض بألفي سنة قالوا كيف خلقت قبل وهي من الأرض قال كانت حشفة على الماء عليها ملكان يسبحان الليل والنهار ألفى سنة فلما أراد الله أن يخلق الأرض
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست