الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٥٠
قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمه * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله ان كنتم صادقين قال إن بني آدم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء وفى قوله واعلم ما تبدون قال قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها وما كنتم تكتمون يعنى ما أسر إبليس في نفسه من الكبر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون قال ما أسر إبليس من الكفر في السجود * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله واعلم ما تبدون قال ما تظهرون وما كنتم تكتمون يقول اعلم السر كما أعلم العلانية * وأخرج ابن جرير عن قتادة والحسن في قوله واعلم ما تبدون يعنى قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها وما كنتم تكتمون يعنى قول بعضهم لبعض نحن خير منه وأعلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مهدي بن ميمون قال سمعت الحسن وسأله الحسن بن دينار فقال يا أبا سعيد أرأيت قول الله للملائكة واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ما الذي كتمت الملائكة قال إن الله لما خلق آدم رأت الملائكة خلقا عجبا فكأنهم دخلهم من ذلك شئ قال ثم أقبل بعضهم على بعض فأسروا ذلك بينهم فقال بعضهم لبعض ما الذي يهمكم من هذا الخلق ان الله لا يخلق خلقا الا كنا أكرم عليه منه فذلك الذي كتمت * قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله اسجدوا لآدم قال كانت السجدة لآدم والطاعة لله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال أمرهم ان يسجدوا فسجدوا له كرامة من الله أكرم بها آدم * وأخرج ابن عساكر عن أبي إبراهيم المزني انه سئل عن سجود الملائكة لآدم فقال إن الله جعل آدم كالكعبة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي قال كان سجود الملائكة لآدم ايماء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ضمرة قال سمعت من يذكر ان أول الملائكة خر ساجدا لله حين أمرت الملائكة بالسجود لآدم إسرافيل فأثابه الله بذلك ان كتب القرآن في جبهته * وأخرج ابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز قال لما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم كان أول من سجد له إسرافيل فأثابه الله ان كتب القرآن في جبهته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم قال كانت السجدة لآدم والطاعة لله وحسد عدو الله إبليس آدم على ما أعطاه الله من الكرامة فقال أنا ناري وهذا طيني فكان بدء الذنوب الكبر استكبر عدو الله ان يسجد لآدم * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال كان إبليس اسمه عزازيل وكان من أشرف الملائكة من ذوي الأجنحة الأربعة ثم أبلس بعد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن ابن عباس قال انما سمى إبليس لان الله أبلسه من الخير كله آيسه منه * وأخرج ابن إسحاق في المبتدا وابن جرير وابن الأنباري عن ابن عباس قال كان إبليس قبل ان يركب المعصية من الملائكة اسمه عزازيل وكان من سكان الأرض وكان من أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما فذلك دعاه إلى الكبر وكان من حي يسمون جنا * وأخرج ابن جرير عن السدى قال كان اسم إبليس الحرث * وأخرج وكيع وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال كان إبليس من خزان الجنة وكان يدبر أمر السماء الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال كان إبليس من أشرف الملائكة من أكبرهم قبيلة وكان خازن الجنان وكان له سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض فرأى أن لذلك له عظمة وسلطانا على أهل السماوات فأضمر في قلبه من ذلك كبرا لم يعلمه الا الله فلما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم خرج كبره الذي كان يسر * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري عن ابن عباس قال إن الله خلق خلقا فقال اسجدوا لآدم فقالوا لا نفعل فبعث عليهم نارا تحرقهم ثم خلق خلقا آخر فقال انى خالق بشرا من طين اسجدوا لآدم فبعث عليهم نارا فأحرقهم ثم خلق هؤلاء فقال اسجدوا لآدم فقالوا نعم وكان إبليس من أولئك الذين أبوا أن يسجدوا لآدم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال لما خلق الله الملائكة قال انى خالق بشرا من طين فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فقالوا لا نفعل فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم وخلق ملائكة أخرى فقال انى خالق بشرا من طين فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا فأرسل عليهم نارا
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست