الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٥٣
حاتم عن وهب بن منبه قال الشجرة التي نهى الله عنها آدم البر ولكن الحبة منها في الجنة ككلى البقر ألين من الزبد وأحلى من العسل * وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن أبي مالك الغفاري في قوله ولا تقربا هذه الشجرة قال هي السنبلة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال الشجرة التي نهى عنها آدم الكرم * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مثله * وأخرج وكيع وابن سعد وابن جرير وأبو الشيخ عن جعدة بن هبيرة قال الشجرة التي افتتن بها آدم الكرم وجعلت فتنة لولده من بعده والتي أكل منها آدم العنب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال هي اللوز قلت كذا في النسخة وهي قديمة وعندي انها تصحفت من الكرم * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولا تقربا هذه الشجرة قال بلغني انها التينة * وأخرج ابن جرير عن بعض الصحابة قال هي تينة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال هي التين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشيخ عن أبي مالك في قوله ولا تقربا هذه الشجرة قال هي النخلة * وأخرج أبو الشيخ عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال هي الأترج * وأخرج أحمد في الزهد عن شعيب الحيائي قال كانت الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته شبه البر تسمى الرعة وكان لباسهم النور * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية قال كانت الشجرة من أكل منها أحدث ولا ينبغي ان يكون في الجنة حدث * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولا تقربا هذه الشجرة قال ابتلى الله آدم كما ابتلى الملائكة قبله وكل شئ خلق مبتلى ولم يدع الله شيئا من خلقه الا ابتلاه بالطاعة فما زال البلاء بآدم حتى وقع فيما نهى عنه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ابتلى الله آدم فأسكنه الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء ونهاه عن شجرة واحدة ان يأكل منها وقدم إليه فيها فما زال به البلاء حتى وقع بما نهى عنه فبدت له سوءته عند ذلك وكان لا يراها فاهبط من الجنة * قوله تعالى (فأزلهما الشيطان) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فأزلهما قال فأغواهما * وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم بن بهدلة فأزلهما فنحاهما * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال في قراءتنا في البقرة مكان فأزلهما فوسوس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا لما قال الله لآدم أسكن أنت وزوجك الجنة أراد إبليس ان يدخل عليهما الجنة فأتى الحية وهي دابة لها أربع قوائم كأنها البعير وهي كأحسن الدواب فكلمها ان تدخله في فمها حتى تدخل به إلى آدم فأدخلته في فمها فمرت الحية على الخزنة فدخلت ولا يعلمون لما أراد الله من الامر فكلمه من فمها فلم يبال بكلامه فخرج إليه فقال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى وحلف لهما بالله انى لكما لمن الناصحين فأبى آدم ان يأكل منها فقعدت حواء فأكلت ثم قالت يا آدم كل فإني قد أكلت فلم يضر بي فلما أكل بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن عباس قال إن عدو الله إبليس عرض نفسه على دواب الأرض انها تحمله حتى يدخل الجنة معها ويكلم آدم فكل الدواب أبى ذلك عليه حتى كلم الحية فقال لها أمنعك من ابن آدم فإنك في ذمتي ان أدخلتيني الجنة فحملته بين نابين حتى دخلت به فكلمه من فيها وكانت كاسية تمشى على أربع قوائم فأعراها الله وجعلها تمشى على بطنها يقول ابن عباس فاقتلوها حيث وجدتموها اخفروا ذمة عدو الله فيها * وأخرج سفيان بن عيينة وعبد الرزاق وابن المنذر وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس قال كانت الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته السنبلة فلما أكلا منها بدت لهما سوآتهما وكان الذي دارى عنهما من سوآتهما أظفارهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ورق التين يلزقان بعضه إلى بعض فانطلق آدم موليا في الجنة فأخذت برأسه شجرة من شجر الجنة فناداه ربه يا آدم أمنى تفر قال لا ولكني استحيتك يا رب قال اما كان لك فيما منحتك من الجنة وأبحتك منها مندوحة عما حرمت عليك قال بلى يا رب ولكن وعزتك ما حسبت ان أحدا يحلف بك كاذبا قال فبعزتي لأهبطنك إلى الأرض ثم لا تنال العيش الا كدا فاهبطا من الجنة وكانا يأكلان منها رغدا فاهبطا إلى غير رغد من طعام ولا شراب فعلم صنعة الحديد وأمر بالحرث فحرث وزرع ثم سقى حتى إذا بلغ حصد ثم درسه ثم ذراه ثم طحنه ثم عجنه ثم خبزه ثم أكله فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء الله ان يبلغ وكان آدم حين أهبط من الجنة بكى بكاء لم يبكه أحد فلو وضع بكاء داود على خطيئته وبكاء
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست