سكة الحرث وليس بعربي محض * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن السرى بن يحيى قال اهبط آدم من الجنة ومعه البذر فوضع إبليس عليها ولده فما أصاب يده ذهبت منفعته * وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هبط آدم وحواء عريانين جميعا عليهما ورق الجنة فأصابه الحر حتى قعد يبكى ويقول لها يا حواء قد آذاني الحر فجاءه جبريل بقطن وأمرها ان تغزل وعلمها وعلم آدم وأمر آدم بالحياكة وعلمه وكان لم يجامع امرأته في الجنة حتى هبط منها وكان كل منهما ينام على حدة حتى جاءه جبريل فأمره أن يأتي أهله وعلمه كيف يأتيها فلما أتاها جاءه جبريل فقال كيف وجدت امرأتك قال صالحة * وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا أول من حاك آدم عليه السلام * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال كان آدم عليه السلام حراثا وكان إدريس خياطا وكان نوح نجارا وكان هود تاجرا وكان إبراهيم راعيا وكان داود زرادا وكان سليمان خواصا وكان موسى أجيرا وكان عيسى سياحا وكان محمد صلى الله عليه وسلم شجاعا جعل رزقه تحت رمحه * وأخرج الحاكم عن ابن عباس انه قال لرجل عنده ادن منى أحدثك عن الأنبياء المذكورين في كتاب الله أحدثك عن آدم كان حراثا وعن نوح كان نجارا وعن إدريس كان خياطا وعن داود كان زرادا وعن موسى كان راعيا وعن إبراهيم كان زراعا عظيم الضيافة وعن شعيب كان راعيا وعن لوط كان زراعا وعن صالح كان تاجرا وعن سليمان كان ولى الملك ويصوم من الشهر ستة أيام في أوله وثلاثة في وسطه وثلاثة في آخره وكان له تسعمائة سرية وثلاثمائة مهرية وأحدثك عن ابن العذراء البتول عيسى انه كان لا يخبأ شيئا لغد ويقول الذي غداني سوف يعشيني والذي عشاني سوف يغديني يعبد الله ليلته كلها وهو بالنهار يسيح ويصوم الدهر ويقوم الليل كله * وأخرج أبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن ابن عباس قال نزل آدم بالحجر الأسود من الجنة يمسح به دموعه ولم ترق دموع آدم من حين خرج من الجنة حتى رجع إليها * وأخرج أبو الشيخ عن جابر بن عبد الله قال إن آدم لما أهبط إلى الأرض شكا إلى ربه الوحشة فأوحى الله إليه ان انظر بحيال بيتي الذي رأيت ملائكتي يطوفون به فاتخذ بيتا فطف به كما رأيت ملائكتي يطوفون به فكان ما بين يديه مفاوز وما بين قدميه الانهار والعيون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال نزل آدم بالهند فنبتت شجرة الطيب * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال خرج آدم من الجنة بين الصلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر فأنزل إلى الأرض وكان مكثه في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة وهو خمسمائة سنة من يوم كان مقداره 7 اثنتي عشرة سنة واليوم ألف سنة مما بعد أهل الدنيا فاهبط آدم على جبل بالهند يقال له نود وأهبطت حواء بجدة فنزل آدم معه ريح الجنة فعلق بشجرها وأوديتها فامتلأ ما هنالك طيبا ثم يؤتى بالطيب من ريح آدم وقالوا أنزل عليه من طيب الجنة أيضا وأنزل معه بالحجر الأسود وكان أشد بياضا من الثلج وعصا موسى وكانت من آس الجنة طولها عشرة أذرع على طول موسى ومر ولبان ثم أنزل عليه بعد السندان والكلبة والمطرقتان فنظر آدم حين أهبط على الجبل إلى قضيب من حديد نابت على الجبل فقال هذا من هذا فجعل يكسر أشجارا قد عتقت ويبست بالمطرقة ثم أوقد على ذلك القضيب حتى ذاب فكان أول شئ ضرب منه مدية فكان يعمل بها ثم ضرب التنور وهو الذي ورثه نوح وهو الذي فار بالهند بالعذاب فلما حج آدم عليه السلام وضع الحجر الأسود على أبى قبيس فكان يضئ لأهل مكة في ليالي الظلم كما يضئ القمر فلما كان قبيل الاسلام بأربع سنين وقد كان الحيض والجنب يعمدون إليه يمسحونه فاسود فأنزلته قريش من أبى قبيس وحج آدم من الهند أربعين حجة إلى مكة على رجليه وكان آدم حين اهبط يمسح رأسه السماء فمن ثم صلع وأورث ولده الصلع ونفرت من طوله دواب البر فصارت وحشا من يومئذ وكان آدم وهو على ذلك الجبل قائما يسمع أصوات الملائكة ويجد ريح الجنة فهبط من طوله ذلك إلى ستين ذراعا فكان ذلك طوله حتى مات ولم يجمع حسن آدم لأحد من ولده الا ليوسف عليه السلام وأنشأ آدم يقول رب كنت جارك في دارك ليس لي رب غيرك ولا رقيب دونك آكل فيها رغدا واسكن حيث أحببت فأهبطتني إلى هذا الجبل المقدس فكنت أسمع أصوات الملائكة وأراهم كيف يحفون بعرشك وأجد ريح الجنة وطيبها ثم أهبطتني إلى الأرض وحططتني إلى ستين ذراعا فقد انقطع عنى الصوت والنظر وذهب عنى ريح الجنة فأجابه الله تبارك وتعالى
(٥٧)