الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٢٥
وعثمان * وأخرج الأزرقي عن إسحاق بن عبد الله بن خارجة عن أبيه قال لما أفاض سليمان بن عبد الملك بن مروان من المأزمين نظر إلى النار التي على قزح فقال لخارجة بن زيد يا أبا زيد من أول من صنع هذه النار ههنا قال خارجة كانت في الجاهلية وضعها قريش وكانت لا تخرج من الحرم إلى عرفة وتقول نحن أهل الله قال خارجة فأخبرني رجال من قومي انهم رأوها في الجاهلية وكانوا يحجون منهم حسان بن ثابت في عدة من قومي قالوا كان قصي بن كلاب قد أوقد بالمزدلفة نارا حيث وقف بها حتى يراها من دفع من عرفات * وأخرج البخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الرحمن بن يزيد قال خرجت مع عبد الله إلى مكة ثم قدمنا جمعا فصلى الصلاتين كل صلاة وحدها بأذان وإقامة والعشاء بينهما ثم صلى الفجر حين طلع الفجر قائل يقول طلع الفجر وقائل يقول لم يطلع الفجر ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن هاتين الصلاتين حولنا عن وقتهما في هذا المكان المغرب والعشاء فلا يقدم الناس جمعا حتى يعتموا وصلاة الفجر هذه الساعة ثم وقف حتى أسفر ثم قال لو أن أمير المؤمنين أفاض الآن أصاب السنة فما أدرى أقوله كان أسرع أم دفع عثمان فلم يزل يلبى حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن ابن الزبير قال من سنة الحج ان يصلى الامام الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح بمنى ثم يغدو إلى عرفة فيقيل حيث قضى له حتى إذا زالت الشمس خطب الناس ثم صلى الظهر والعصر جميعا ثم وقف بعرفات حتى تغيب الشمس ثم يفيض فإذا رمى الجمرة الكبرى حل له كل شئ حرم عليه الا النساء والطيب حتى يزور البيت * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه عن عروة بن مضرس قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بجمع فقلت جئتك من جبل طئ وقد أكللت مطيتي وأتعبت نفسي والله ما تركت من جبل الا وقفت عليه فهل لي من حج فقال من صلى معنا هذه الصلاة في هذا المكان ثم وقف هذا الموقف حتى يفيض الامام وكان وقف قبل ذلك من عرفات ليلا أو نهارا فقد تم حجة وقضى تفثه * وأخرج الشافعي عن ابن عمر قال من أدرك ليلة النحر من الحاج فوقف بجبل عرفة قبل ان يطلع الفجر فقد أدرك الحج ومن لم يدرك عرفة فيقف بها قبل ان يطلع الفجر فقد فاته الحج فليأت البيت فليطف به سبعا ويطوف بين الصفا والمروة سبعا ثم ليحلق أو يقصر ان شاء وان كان معه هديه فلينحره قبل ان يحلق فإذا فرع من طوافه وسعيه فليحلق أو يقصر ثم ليرجع إلى أهله فان أدركه الحج قابلا فليحج ان استطاع وليهد بدنة فان لم يجد هديا فليصم عنه ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله * وأخرج مسلم والنسائي عن عبد الرحمن بن يزيد ان عبد الله بن مسعود لبى حين أفاض من جمع فقال اعرابي من هذا قال عبد الله أنسى الناس أم ضلوا سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المكان لبيك اللهم لبيك * قوله تعالى (واذكروه كما هداكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن ابن الزبير في قوله واذكروه كما هداكم قال ليس هذا بعام هذا لأهل البلد كانوا يفيضون من جمع ويفيض سائر الناس من عرفات فأبى الله لهم ذلك فأنزل الله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس * وأخرج عبد بن حميد عن سفيان وان كنتم من قبله قال من قبل القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وان كنتم من قبله لمن الضالين قال لمن الجاهلين * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن جابر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمى على راحلته يوم النحر ويقول لتأخذوا مناسككم فإني لا أدرى لعلى لا أحج بعد حجتي هذه * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال دخلنا على جابر بن عبد الله فقلت أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس ان يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل بمثل عمله فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ثم ركب القصواء حتى استوت به ناقته على البيداء ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعلم تأويله فما عمل به من شئ عملنا به فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وأهل الناس بهذا الذي تهلون به فلم يرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا منه ولزم رسول
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست