الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٢٨
ضاحين من كل فج عميق أشهدكم انى قد غفرت لهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما من يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة * وأخرج مالك والبيهقي والإصبهاني في الترغيب عن طلحة بن عبيد الله بن كريز ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما رؤى الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أحقر ولا ادحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك الا مما يرى فيه من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام الا ما رأى يوم بدر قالوا يا رسول الله وما الذي رأى يوم بدر قال رأى جبريل يرعى الملائكة * وأخرج البيهقي عن الفضل بن عباس انه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة وكان الفتى يلاحظ النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ببصره هكذا وصرفه وقال يا ابن أخي هذا يوم من ملك فيه بصره الا من حق وسمعه الا من حق ولسانه الا من حق غفر له * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل قولي وقول الأنبياء قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شئ قدير * واخرج البيهقي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير * وأخرج الترمذي وابن خزيمة والبيهقي عن علي بن أبي طالب قال كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي واليك مآبي ولك رب تدآبي اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الامر اللهم إني أسألك من خير ما تجئ به الريح وأعوذ بك من شر ما تجئ به الريح * واخرج البيهقي في الشعب عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير مائة مرة ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ثم يقول اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وعلينا معهم مائة مرة الا قال الله تعالى يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحني وهللني وكبرني وعظمني وعرفني وأثنى على وصلى على نبيي اشهدوا يا ملائكتي انى قد غفرت له وشفعته في نفسه ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف كلهم قال البيهقي هذا متن غريب وليس في اسناده من ينسب إلى الوضع * وأخرج البيهقي في الشعب عن بكير بن عتيق قال حججت فتوسمت رجلا اقتدى به إذا سالم بن عبد الله في الموقف يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون لا إله إلا الله ولو كره المشركون لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين فلم يزل يقول هذا حتى غابت الشمس ثم نظر إلى وقال حدثني أبى عن جدي عمر ابن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى من شغله ذكرى عن مسئلتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين * وأخرج ابن أبى شيبة والجندي في فضائل مكة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شئ قدير اللهم اجعل في سمعي نورا وفي بصرى نورا وفي قلبي نورا اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأعوذ بك من وسواس الصدور وتشتت الأمور وعذاب القبر اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل وشر ما يلج في النهار وشر ما تهب به الرياح وشر بوائق الدهر * وأخرج الجندي عن ابن جريج قال بلغني انه كان يؤمر ان يكون أكثر دعاء المسلم في الموقف ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الأضاحي وابن أبي عاصم والطبراني معا في الدعاء والبيهقي في الدعوات عن عبد الله بن مسعود قال ما من عبد ولا أمة دعا الله ليله عرفة بهذه الدعوات وهي عشر كلمات الف مرة الا لم يسأل الله شيئا الا أعطاه إياه الا قطيعة رحم أو اثما سبحان الذي في السماء عرشه سبحان الذي في الأرض موطنه سبحان الذي في البحر سبيله سبحان الذي في النار سلطانه سبحان الذي في الجنة رحمته سبحان الذي في القبور قضاؤه سبحان الذي في الهواء روحه سبحان الذي رفع السماء سبحان الذي وضع الأرض سبحان الذي لا ملجأ ولا منجا منه الا إليه قيل له أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم * وأخرج ابن أبى شيبة عن صدقة بن يسار قال سألت مجاهدا عن قراءة القرآن أفضل يوم عرفة أم الذكر قال لا بل قراءة القرآن * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب الأضاحي عن علي
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست