الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٢٢
عن أبي حازم قال ترصدني أربعة عشر عدوا أما أربعة منها فشيطان يضلني ومؤمن يحسدني وكافر يقاتلني ومنافق يبغضني وأما العشرة منها فالجوع والعطش والحر والبرد والعرى والهرم والمرض والفقر والموت والنار ولا أطيقهن الا بسلاح تام ولا أجد لهم سلاحا أفضل من التقوى * وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن ابن أبي نجيح قال قال سليمان بن داود عليهما السلام أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا وعلمنا مما علم الناس ومما لم يعلموا فلم نجد شيئا هو أفضل من تقوى الله في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر * واخرج الأصبهاني عن زيد بن أسلم قال كان يقال من اتقى الله أحبه الناس وان كرهوا * قوله تعالى (ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم) * أخرج سفيان وسعيد بن منصور والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية أفتأثموا أن يتجروا في الموسم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج * وأخرج وكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير عن ابن عباس قال كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج ويقولون أيام ذكر الله فنزلت ليس عليكم جناح الآية * وأخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي من طريق عبيد بن عمير عن ابن عباس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج فخافوا البيع وهم حرم فأنزل الله ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج فحدث عبيد بن عمير انه كان يقرؤها في المصحف * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي امامة التميمي قال قلت لابن عمر انا ناس نكتري فهل لنا من حج قال أليس تطوفون بالبيت وبين الصفا والمروة وتأتون المعرف وترمون الجمار وتحلقون رؤسكم قلت بلى فقال ابن عمر جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني عنه فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه الآية وقال أنتم حجاج * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي الزبير انه قرأ ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج * وأخرج وكيع وأبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة والبخاري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرأ ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن عطاء قال نزلت لا جناح عليكم ان تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج وفى قراءة ابن مسعود في مواسم الحج فابتغوا حينئذ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ليس عليكم جناح يقول لا حرج عليكم في الشراء والبيع قبل الاحرام وبعده * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد قال كان ناس لا يتجرون أيام الحج فنزلت فيهم ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم * وأخرج أبو داود عن مجاهد أن ابن عباس قرأ هذه الآية ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم قال كانوا لا يتجرون بمنى فأمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات * وأخرج سفيان بن عيينة وابن جرير عن مجاهد في قوله ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم قال التجارة في الدنيا والاجر في الآخرة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال كان ناس من أهل الجاهلية يسمون ليلة النفر ليلة الصدر وكانوا لا يعرجون على كسير ولا ضالة ولا لحاجة ولا يبتغون فيها تجارة فأحل الله ذلك كله للمؤمنين ان يعرجوا على حاجاتهم ويبتغوا من فضل الله * قوله تعالى (فإذا أفضتم من عرفات) أخرج وكيع وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال انما تسمى عرفات لان جبريل كان يقول لإبراهيم عليهما السلام هذا موضع كذا وهذا موضع كذا فيقول قد عرفت قد عرفت فلذلك سميت عرفات * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر وقال انما سميت عرفات لأنه قيل لإبراهيم حين أرى المناسك عرفت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن علي مثله * وأخرج الحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد وكان إذا خطب قال أما بعد فان هذا اليوم الحج الأكبر الا وان أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من ههنا قبل ان تغيب الشمس إذا كانت الشمس في رؤس الجبال
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست