الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢١٤
ستة أو انسك مما تيسر * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدى محله ثم استثنى فقال فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك * وأخرج وكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان والبيهقي عن عبد الله بن معقل قال قعدت إلى كعب بن عجرة فسألته عن هذه الآية ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فقال نزلت في كان بي أذى من رأسي فحملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى ان الجهد بلغ بك يا هذا أما تجد شاة قلت لا قال صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام واحلق رأسك فنزلت في خاصة وهي لكم عامة * وأخرج الترمذي وابن جرير عن كعب بن عجرة قال لفي نزلت وإياي عنى بها فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه قال لي النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية وهو عند الشجرة أيؤذيك هوامك قلت نعم فنزلت * وأخرج ابن مردويه والواحدي عن ابن عباس قال لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة ينثر هوام رأسه على وجهه فقال يا رسول الله هذا القمل قد أكلني فأنزل الله في ذلك الموقف فمن كان منكم مريضا الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم النسك شاة والصيام ثلاثة أيام والطعام فرق بين ستة مساكين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس فمن كان منكم مريضا يعنى من اشتد مرضه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فمن كان منكم مريضا يعنى بالمرض ان يكون برأسه أذى أو قروح أو به أذى من رأسه قال الأذى هو القمل * وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء ما أذى من رأسه قال القمل وغيره الصداع وما كان في رأسه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال النسك أن يذبح شاة * وأخرج ابن جرير عن ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة أيؤذيك هوام رأسك قال نعم قال فاحلقه وافتد اما صوم ثلاثة أيام واما ان تطعم ستة مساكين أو نسك شاة * وأخرج ابن جرير عن علي انه سئل عن هذه الآية فقال الصيام ثلاثة أيام والصدقة ثلاثة آصع على ستة مساكين والنسك شاة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كل شئ في القرآن أو أو فصاحبه مخير فإذا كان فمن لم يجد فهو الأول فالأول * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال كل شئ في القرآن أو أو فهو خيار * واخرج الشافعي في الام عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال كل شئ في القرآن أو أوله أية شاء قال ابن جريج الا في قوله تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله فليس بمخير فيها * وأخرج الشافعي وعبد بن حميد عن عطاء قال كل شئ في القرآن أو أو يختار صاحبه ما شاء * واخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة وإبراهيم مثله * وأخرج عبد ابن حميد عن مجاهد والضحاك مثله * قوله تعالى (فإذا أمنتم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فمن تمتع بالعمرة إلى الحج يقول من أحرم بالعمرة في أشهر الحج * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال التمتع الاعتمار في أشهر الحج * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن الزبير انه خطب فقال يا أيها الناس والله ما التمتع بالعمرة إلى الحج كما تصنعون انما التمتع ان يهل الرجل بالحج فيحصره عدو أو مرض أو كسر أو يحبسه أمر حتى يذهب أيام الحج فيقدم فيجعلها عمرة فيتمتع تحلة إلى العام المقبل ثم يحج ويهدى هديا فهذا التمتع بالعمرة إلى الحج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء قال كان ابن لزبير يقول انما المتعة لمن أحصر وليست لمن خلى سبيله وقال ابن عباس هي لمن أحصر ومن خليت سبيله * وأخرج ابن جرير عن علي في قوله فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج قال فان أخر العمرة حتى يجمعها مع الحج فعليه الهدى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عطاء قال انما سميت المتعة لانهم كانوا يتمتعون من النساء والثياب وفي لفظ يتمتع باهله وثيابه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال كان أهل الجاهلية إذا حجوا قالوا إذا عفا الوبر وتولى الدبر ودخل صفر حلت العمرة لمن اعتمر فأنزل الله التمتع بالعمرة تغييرا لما كان أهل الجاهلية يصنعون وترخيصا للناس * واخرج ابن المنذر عن أبي جمرة ان رجلا قال لابن عباس تمتعت بالعمرة إلى الحج ولى أربعون درهما فيها كذا وفيها كذا وفيها نفقة فقال صم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست