الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٢٣
كأنها عمائم الرجال في وجوهها وانا ندفع بعد أن تغيب الشمس وكانوا يدفعون من المشعر الحرام بعد أن تطلع الشمس إذا كانت الشمس في رؤس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها وانا ندفع قبل ان تطلع الشمس مخالفا هدينا لهدي أهل الشرك * وأخرج البيهقي عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أفاض من عرفات قبل الصبح فقد تم حجه ومن فاته فقد فاته الحج * وأخرج البخاري عن ابن عباس قال يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالا حتى يهل بالحج فإذا ركب إلى عرفة فمن تيسر له هديه من الإبل أو البقر أو الغنم ما تيسر له من ذلك أي ذلك شاء وان لم يتيسر له فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج وذلك قبل يوم عرفة فان كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة فلا جناح عليه ثم لينطلق حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام ثم ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يبيتون به ثم ليذكروا الله كثيرا وأكثروا التكبير والتهليل قبل ان تصبحوا ثم أفيضوا فان الناس كانوا يفيضون وقال الله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم حتى ترموا الجمرة * وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال حد عرفة من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبال عرفة إلى ملتقى وصيق ووادي عرفة * وأخرج أبو داود وابن ماجة عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل عرفة موقف وكل منى منحر وكل المزدلفة موقف وكل فجاج مكة طريق ومنحر * وأخرج مسلم عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحرت ههنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ووقفت ههنا وعرفة كلها موقف ووقفت ههنا وجمع كلها موقف * وأخرج أحمد عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عرفات موقف وارفعوا عن عرنة وكل جمع موقف وارفعوا عن محسر وكل فجاج مكة منحر وكل أيام التشريق ذبح * وأخرج أبو داود والترمذي واللفظ له وصححه وابن ماجة عن علي قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال هذه عرفة وهو الموقف وعرفة وكلها موقف ثم أفاض حين غربت الشمس وأردف أسامة بن زيد وجعل يشير بيده على هينته والناس يضربون يمينا وشمالا يلتفت إليهم ويقول يا أيها الناس عليكم السكينة ثم أتى جمعا فصلى بهم الصلاتين جميعا فلما أصبح أتى قزح وقف عليه وقال هذا قزح وهو الموقف وجمع كلها موقف ثم أفاض حتى انتهى إلى وادي محسر ففزع ناقته فخبب حتى جازوا الوادي فوقف وأردف الفضل ثم أتى الجمرة فرماها ثم أتى المنحر فقال هذا المنحر ومنى كلها منحر * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه عن يزيد بن شيبان قال أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن وقوف بالموقف فقال انى رسول رسول الله إليكم يقول كونوا على مشاعركم فإنكم على ارث من ارث إبراهيم * وأخرج أبو داود عن ابن عباس قال أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة وعليه السكينة ورديفه أسامة فقال يا أيها الناس عليكم بالسكينة فان البر ليس بإيجاف الخيل والإبل قال فما رأيتها رافعة يديها عادية حتى أتى جمعا ثم أردف الفضل بن العباس فقال أيها الناس ان البر ليس بإيجاف الخيل والإبل فعليكم بالسكينة قال فما رأيتها رافعة يديها حتى أتى منى * وأخرج البخاري عن ابن عباس انه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرا شديدا وضربا للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال يا أيها الناس عليكم بالسكينة فان البر ليس بالايضاع * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال انما كان بدء الايضاع من أهل البادية كانوا يقفون حافتي الناس قد علقوا العقاب والعصي فإذا أفاضوا تقعقعوا فانفرت الناس فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وان 7 ظفري ناقته لا يمس الأرض حاركها وهو يقول يا أيها الناس عليكم بالسكينة * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن أسامة بن زيد انه سئل كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حين أفاض من عرفة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه من عرفات قال كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص * وأخرج ابن خزيمة عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف حتى غربت الشمس فاقبل يكبر الله ويهلله ويعظمه ويمجده حتى انتهى إلى المزدلفة * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفات وهو يقول إليك تعدو قلقا وضينها * مخالفا دين النصارى دينها * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق في المصنف وسعيد بن منصور عن عروة بن الزبير ان عمر بن الخطاب
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست