التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٦٢
الموضع الأول فإنه إخبار مجرد * (قالوا إنا تطيرنا بكم) * أي تشاءمنا بكم وأصل اللفظة من زجر الطير ليستدل على ما يكون من شر أو خير وإنما تشاءموا بهم لأنهم جاؤهم بدين غير دينهم وقيل وقع فيهم الجذام لما كفروا وقيل قحطوا * (قالوا طائركم معكم) * أي قال الرسل لأهل القرية شؤمكم معكم أي إنما الشؤم الذي أصابكم بسبب كفركم لا بسببنا * (أئن ذكرتم) * دخلت همزة الاستفهام على حرف الشرط وفي الكلام حذف تقديره أتطيرون أن ذكرتم * (يسعى) * أي يسرع بجده ونصيحته وقيل اسمه حبيب النجار * (اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون) * أي هؤلاء المرسلون لا يسألونكم أجرة على الإيمان فلا تخسرون معهم شيئا من دنياكم وتربحون معهم الاهتداء في دينكم " ومالي لا أعبد الذي فطرني " المعنى أي شيء يمنعني من عبادة ربي وهذا توقيف وإخبار عن نفسه قصد به البيان لقومه ولذلك قال وإليه ترجعون فخاطبهم " إن يردن الرحمن بضر لا تغن عن شفاعتهم " هذا وصف للآلهة والمعنى كيف أتخذ من دون الله آلهة لا يشفعون ولا ينقذونني من الضر * (إني إذا لفي ضلال مبين) * أي إن اتخذت آلهة غير الله فإني لفي ضلال مبين * (إني آمنت بربكم فاسمعون) * خطاب لقومه أي اسمعوا قولي واعملوا بنصيحتي وقيل خطاب للرسل ليشهدوا له * (قيل ادخل الجنة) * قيل هنا محذوف يدل عليه الكلام وروي في الأثر وهو أن الرجل لما نصح قومه قتلوه فلما مات قيل له ادخل الجنة واختلف هل دخلها حين موته كالشهداء أو هل ذلك بمعنى البشارة بالجنة ورؤيته لمقعده منها * (قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي) * تمنى أن يعلم قومه بغفران الله له على إيمانه فيؤمنون ولذلك ورد في الحديث أنه نصح لهم حيا وميتا وقيل أراد أن يعلموا ذلك فيندموا على فعلهم معه وينفعهم ذلك * (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء) * المعنى أن الله أهلكهم بصيحة صاحها جبريل ولم يحتج في تعذيبهم إلى إنزال جند من السماء لأنهم أهون من ذلك وقيل المعنى ما أنزل الله على قومه ملائكة رسلا كما قالت قريش لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ولفظ الجند أليق بالمعنى الأول وكذلك ذكر الصيحة بعد ذلك * (وما كنا منزلين) * ما كنا لننزل جندا من السماء على أحد * (فإذا هم خامدون) * أي ساكنون لا يتحركون
(١٦٢)
مفاتيح البحث: الموت (2)، الضلال (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»