من كلام الله خطابا للكافرين * (ويقولون متى هذا الوعد) * يعنون يوم القيامة أو نزول العذاب بهم * (ما ينظرون إلا صيحة واحدة) * أي ما ينتظرون إلا صيحة واحدة وهي النفخة الأولى في الصور وهي نفخة الصعق * (تأخذهم وهم يخصمون) * أي يتكلمون في أمورهم وأصل يخصمون يختصمون ثم أدغم وقرئ بفتح الخاء وبكسرها واختلاس حركتها * (فلا يستطيعون توصية) * أي لا يقدرون أن يوصوا بما لهم وما عليهم لسرعة الأمر * (ولا إلى أهلهم يرجعون) * أي لا يستطيعون أن يرجعوا إلى منازلهم لسرعة الأمر * (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) * هذه النفخة الثانية وهي نفخة القيام من القبور والأجداث هي القبور وينسلون يسرعون المشي وقيل يخرجون * (قالوا يا ويلنا) * الويل منادى أو مصدر * (من بعثنا من مرقدنا) * المرقد يحتمل أن يكون اسم مصدر أو اسم مكان قال أبي بن كعب ومجاهد إن البشر ينامون نومة قبل الحشر قال ابن عطية هذا غير صحيح الإسناد وإنما الوجه في معنى قولهم من مرقدنا أنها استعارة وتشبيه به يعني أن قبورهم شبهت بالمضاجع لكونهم فيها على هيئة الرقاد وإن لم يكن رقاد في الحقيقة * (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) * هذا مبتدأ وما بعده خبر وقيل إن هذا صفة لمرقدنا وما وعد الرحمن مبتدأ محذوف الخبر وهذا ضعيف ويحتمل أن يكون هذا الكلام من بقية كلامهم أو من كلام الله أو الملائكة أو المؤمنين يقولونها للكفار على وجه التقريع * (إن كانت إلا صيحة واحدة) * يعني النفخة الثانية وهي نفخة القيام * (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل) * قيل هو افتضاض الأبكار وقيل سماع الأوتار والأظهر أنه عام في الاشتغال باللذات * (فاكهون) * قرئ بالألف ومعناه أصحاب فاكهة وبغير ألف وهو من الفكاهة بمعنى الراحة والسرور * (في ظلال) * جمع ظل وبالضم جمع ظلة * (على الأرائك) * جمع أريكة وهي السرير * (ولهم ما يدعون) * أي ما يتمنون وقيل معناه أن ما يدعون به يأتيهم * (سلام) * مبتدأ وقيل بدل مما يدعون * (قولا) * مصدر مؤكد والمعنى أن السلام عليهم قول من الله بواسطة الملك أو بغير واسطة * (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) * أي انفردوا عن المؤمنين وكونوا على حدة * (جبلا كثيرا) * الجبل الأمة العظيمة وقال الضحاك أقلها عشرة آلاف ولا نهاية لأكثرها وقرئ بكسر الجيم والباء وتشديد اللام وبضمهما مع التخفيف وبضم الجيم وإسكان الباء وهي لغات
(١٦٥)