السماء وتبديل الأرض ونسف الجبال * (من بعده) * أي من بعد تركه الإمساك * (وأقسموا بالله) * الضمير لقريش وذلك أنهم قالوا لعن الله اليهود والنصارى جاءتهم الرسل فكذبوهم والله لئن جاءنا رسول لنكونن أهدى منهم * (إحدى الأمم) * يعني اليهود والنصارى * (فلما جاءهم نذير) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم) * استكبارا) بدل من نفورا أو مفعول من أجله " ومكر السيء " هذا من إضافة الصفة إلى الموصوف كقولك مسجد الجامع وجانب الغربي والأصل أن يقال المكر السيء " ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله " أي لا يحيط وبال المكر السيء إلا بمن مكره ودبره وقال كعب لابن عباس إن في التوراة من حفر حفرة لأخيه وقع فيها فقال ابن عباس أنا أجد هذا في كتاب الله ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله " فهل ينظرون إلا سنة الأولين " أي هل ينتظرون إلا عادة الأمم المتقدمة في أخذ الله لهم وإهلاكهم بتكذيبهم للرسل " وما كان الله ليعجزه من شيء " أي لا يفوته شيء ولا يصعب عليه " ما ترك على ظهرها من دابة " الضمير للأرض والدابة عموم في كل ما يدب وقيل أراد بني آدم خاصة " إلى أجل مسمى " يعني يوم القيامة وباقي الآية وعد ووعيد سورة يس قد تكلمنا في البقرة على حروف الهجاء وقيل في يس إنه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وقيل معناه يا إنسان " تنزيل " بالرفع خبر ابتداء مضمر وبالنصب مصدر أو مفعول بفعل مضمر " لتنذر قوما " هم قريش ويحتمل أن يدخل معهم سائر العرب وسائر الأمم " ما أنذر آباؤهم " ما نافية والمعنى لم يرسل إليهم ولا لآبائهم رسول ينذرهم وقيل المعنى لتنذر قوما مثل ما أنذر آباؤهم فما على هذا موصولة بمعنى الذي أو مصدرية والأول أرجح لقوله " فهم غافلون " يعني أن غفلتهم بسبب عدم إنذارهم وتكون بمعنى قوله ما أتاهم من نذير من قبلك
(١٦٠)