التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٦٣
ولا ينطقون * (يا حسرة على العباد) * نداء للحسرة كأنه قال يا حسرة احضري فهذا وقتك وهذا التفجع عليهم استعارة في معنى التهويل والتعظيم لما فعلوا من استهزائهم بالرسل ويحتمل أن يكون من كلام الملائكة أو المؤمنين من الناس وقيل المعنى يا حسرة العباد على أنفسهم * (ألم يروا) * الضمير لقريش أو للعباد على الانطلاق والرؤية هنا بمعنى العلم * (وإن كل لما جميع لدينا محضرون) * قرئ لما بالتخفيف وهي لام التأكيد دخلت على ما المزيدة وإن على هذا مخففة من الثقيلة وقرئ بالتشديد وهي بمعنى إلا وإن على هذا نافية * (وما عملته أيديهم) * ما معطوفة على ثمره أي ليأكلوا من الثمر وما عملته أيديهم بالحرث والزراعة والغراسة وقيل ما نافية وقرئ ما عملت من غير هاء وما على هذا معطوفة * (الأزواج) * يعني أصناف المخلوقات ثم فسرها بقوله مما تنبت الأرض وما بعده فمن في المواضع الثلاثة للبيان * (ومما لا يعلمون) * يعني أشياء لا يعلمها بنو آدم كقوله ويخلق ما لا تعلمون * (نسلخ منه النهار) * أي نجرده منه وهي استعارة * (والشمس تجري لمستقر لها) * أي لحد موقت تنتهي إليه من فلكها وهي نهاية جريها إلى أن ترجع في المنقلبين الشتاء والصيف وقيل مستقرها وقوفها كل وقت زوال بدليل وقوف الظل حينئذ وقيل مستقرها يوم القيامة حين تكور وفي الحديث مستقرها تحت العرش تسجد فيه كل ليلة بعد غروبها وهذا أصح الأقوال لوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وقرئ لا مستقر لها أي لا تستقر عن جريها * (والقمر قدرناه منازل) * قرئ بالرفع على الابتداء أو عطف على الليل وبالنصب على إضمار فعل ولا بد في قدرناه من حذف تقديره قدرنا سيره منازل ومنازل القمر ثمانية وعشرون ينزل القمر كل ليلة واحدة منها من أول الشهر ثم يستتر في آخر الشهر ليلة أو ليلتين وقال الزمخشري وهذه المنازل هي مواضع النجوم وهي السرطان البطين الثريا الدبران الهقعة الهنعة الذراع النثرة الطرف الجبهة الزبرة الصرفة العوى السماك الغفر الزباني الإكليل القلب الشولة النعائم البلدة سعد بلع سعد الذابح سعد السعود سعد الأخبية فرغ الدلو المقدم فرغ الدلو المؤخر بطن الحوت * (حتى عاد كالعرجون القديم) * العرجون هو غصن النخلة شبه القمر به إذا انتهى في نقصانه والتشبيه في ثلاثة أوصاف وهي الرقة والانحناء والصفرة ووصفه بالقديم لأنه حينئذ تكون له هذه الأوصاف * (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) * المعنى لا يمكن الشمس أن تجتمع مع القمر بالليل فتمحو نوره وهكذا قال بعضهم ويحتمل أن يريد أن سير الشمس في الفلك بطيء فإنها تقطع الفلك في سنة وسير
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»