النفس * (حسنا) * منصوب بفعل مضمر تقديره ووصينا الإنسان أن يفعل بوالديه حسنا أو مصدرا من معنى وصينا أي وصية حسنة * (وإن جاهداك لتشرك بي) * الآية نزلت في سعد بن أبي وقاص وأنه لما أسلم حلفت أمه أن لا تستظل بظل حتى يكفر وقيل نزلت في غيره ممن جرى له مثل ذلك فأمرهم الله بالثبات على الإسلام وألا يطيعوا الوالدين إذا أمروهم بالكفر وعبر عن أمر الوالدين بالجهاد مبالغة * (ومن الناس من يقول آمنا بالله) * نزلت في قوم كانوا مؤمنين بألسنتهم فإذا عذبهم الكفار رجعوا عن الإيمان فإذا نصر الله المؤمنين قالوا إنا كنا معكم فمعنى أوذي في الله أوذي بسبب إيمانه بالله وفتنة الناس تعذيبهم وقيل نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه * (اتبعوا سبيلنا) * أي قال الكفار للمؤمنين اكفروا كما كفرنا ونحمل نحن عنكم الإثم والعقاب إن كان وروي أن قائل هذه المقالة الوليد بن المغيرة حكاه المهدوي وقولهم ولنحمل خطاياكم جزاء قولهم اتبعوا سبيلنا ولكنهم ذكروه على وجه الأمر للمبالغة ولما كان معنى الخبر صحة تكذيبهم فيه أخبره الله أنهم كاذبون أي لا يحملون أوزار هؤلاء بل يحملون أوزار أنفسهم وأوزار أتباعهم من الكفار * (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) * الظاهر أنه لبث هذه المدة بعد بعثه ويحتمل أن يكون ذلك من أول ولادته وروي أنه بعث وهو ابن أربعين سنة وأنه عمر بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة فإن قيل لم قال ألف سنة ثم قال إلا خمسين عاما فاختلف اللفظ مع اتفاق المعنى فالجواب أن ذلك كراهة لتكرار لفظ السنة فإن التكرار مكروه إلا إذا قصد به تفخيم أو تهويل * (وجعلناها آية) * يحتمل أن يعود الضمير على السفينة أو على النجاة أو على القصة بكمالها * (وتخلقون إفكا) * هو من الخلقة يريد به نحت الأصنام فسماه خلقة على وجه التجوز وقيل هو من اختلاق الكذب * (لا يملكون لكم رزقا) * الآية احتجاج على الوحدانية ونفي الشركاء فإن قيل لم نكر الرزق أولا ثم عرفه في قوله فابتغوا عند الله الرزق فالجواب أنه نكره في قوله لا يملكون لكم رزقا لقصد العموم في النفي فإن النكرة في سياق النفي تقتضي العموم ثم عرفه بعد ذلك لقصد العموم في طلب الرزق كله من الله لأنه لا يقتضي العموم في سياق
(١١٤)