التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١١٢
الاستخبار والتعريف ومنه قوله * (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان) * * (فخرج على قومه في زينته) * في ثياب حمر وقيل في عبيده وحاشيته واللفظ أعم من ذلك * (ويلكم) * زجر للذين تمنوا مثل حال قارون * (ولا يلقاها إلا الصابرون) * الضمير عائد على الخصال التي دل عليها الكلام المتقدم وهي الإيمان والعمل الصالح وقيل على الكلمة التي قالها الذين أوتوا العلم أي لا تصدر الكلمة إلا عن الصابرين والصبر هنا إمساك النفس عن الدنيا وزينتها * (فخسفنا به وبداره الأرض) * روي أن قارون لما بغى على بني إسرائيل وآذى موسى دعا موسى عليه السلام عليه فأوحى الله إليه أن قد أمرت الأرض أن تطيعك فيه وفي أتباعه فقال موسى يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الركب فاستغاثوا بموسى فقال يا أرض خذيهم حتى تم بهم الخسف * (مكانه) * أي منزلته في المال والعزة * (بالأمس) * يحتمل أن يريد به اليوم الذي كان قبل ذلك اليوم أو ما تقدم من الزمان القريب * (ويكأن) * مذهب سيبويه أن وي حرف تنبيه ثم ذكرت بعدها كأن والمعنى على هذا أنهم تنبهوا لخطئهم في قولهم يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ثم قالوا كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أي ما أشبه الحال بهذا وقال الكوفيون ويك هو ويلك حذفت منها اللام لكثرة الاستعمال ثم ذكرت بعدها أن والمعنى ألم يعلموا أن الله وقيل ويكأن كلمة واحدة معناها ألم تعلم * (علوا في الأرض) * أي تكبرا وطغيانا لا رفعة المنزلة فإن إرادتها جائزة * (فرض عليك القرآن) * أي أنزله عليك وأثبته وقيل المعنى أعطاك القرآن والمعنى متقارب وقيل فرض عليك أحكام القرآن فهي على حذف مضاف * (لرادك إلى معاد) * المعاد الموضع الذي يعاد إليه فقيل يعني مكة والآية نزلت حين الهجرة ففيها وعد بالرجوع إلى مكة وفتحها وقيل يعني الآخرة فمعناها إعلام بالحشر وقيل يعني الجنة * (وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب) * أي ما كنت تطمع أن تنال النبوة ولا أن ينزل عليك الكتاب ولكن الله رحمك بذلك ورحم الناس بنبوتك والاستثناء بمعنى لكن فهو منقطع ويحتمل أن يكون متصلا والمعنى ما أنزل عليك الكتاب إلا رحمة من ربك لك ورحمة للناس ورحمة على هذا مفعول من أجله أو حال وعلى الأول منصوب على
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»