واسعة) تحريض على الهجرة من مكة إذ كان المؤمنون يلقون فيها أذى الكفار وترغيبا في غيرها من أرض الله فحينئذ هاجروا إلى أرض الحبشة ثم إلى المدينة * (لنبوئنهم) * أي ننزلهم وقرئ نثوينهم بالثاء المثلثة من الثوى وهو الإقامة في المنزل * (وكأين من دابة لا تحمل رزقها) * أي كم من دابة ضعيفة لا تقدر على حمل رزقها ولكن الله يرزقها مع ضعفها والقصد بالآية تقوية لقلوب المؤمنين إذ خافوا الفقر والجوع في الهجرة إلى بلاد الناس أي كما يرزق الله الحيوانات الضعيفة كذلك يرزقكم إذا هاجرتم من بلدكم * (ولئن سألتهم) * في الموضعين إقامة حجة عليهم * (فأنى يؤفكون) * أي كيف يصرفون عن الحق * (قل الحمد لله) * حمدا لله على ظهور الحجة ويكون المعنى إلزامهم أن يحمدوا الله لما اعترفوا أنه خلق السماوات والأرض * (بل أكثرهم لا يعقلون) * إضراب عن كلام محذوف تقديره يجب عليهم أن يعبدوا الله لما اعترفوا به ولكنهم لا يعقلون * (لهي الحيوان) * أي الحياة الدائمة التي لا موت فيها ولفظ الحيوان مصدر كالحياة * (فإذا ركبوا في الفلك) * الآية إقامة حجة عليهم بدعائهم حين الشدائد ثم يشركون به في حال الرخاء * (ليكفروا) * أمر على وجه التهديد أو على وجه الخذلان والتخلية كما تقول لمن تنصحه فلا يقبل نصحك اعمل ما شئت " أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا " الضمير لكفار قريش والحرم الآمن مكة لأنها كانت لا تغير عليها العرب كما تغير على سائر البلاد ولا ينتهك أحد حرمتها * (ويتخطف الناس من حولهم) * عبارة عما يصيب غير أهل مكة من القتال أو أخذ الأموال * (والذين جاهدوا فينا) * يعني جهاد النفس من الصبر على إذاية الكفار واحتمال الخروج عن الأوطان وغير ذلك وقيل يعني القتال وذلك ضعيف لأن القتال لم يكن مأمورا به حين نزول الآية * (لنهدينهم سبلنا) * أي لنوفقنهم لسبيل الخير * (وإن الله لمع المحسنين) * المعنى أنه معهم بإعانته ونصره
(١١٩)