التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٣
لأخته قصيه) أي اتبعيه والقص طلب الأثر فخرجت أخته تبحث عنه في خفية * (فبصرت به عن جنب) * أي رأته من بعيد ولم تقرب منه لئلا يعلموا أنها أخته وقيل معنى عن جنب عن شوق إليه وقيل معناه أنها نظرت إليه كأنها لا تريده * (وهم لا يشعرون) * أي لا يشعرون أنها أخته * (وحرمنا عليه المراضع) * أي منع منها بأن بغضها الله له والمراضع جمع مرضعة وهي المرأة التي ترضع أو جمع مرضع بفتح الميم والضاد وهو موضع الرضاع يعني الثدي * (من قبل) * أي من أول مرة * (فقالت هل أدلكم) * القائلة أخته تخاطب آل فرعون * (فرددناه إلى أمه) * لما منعه الله من المراضع وقالت أخته هل أدلكم على أهل بيت الآية جاءت بأمه فقبل ثديها فقال لها فرعون ومن أنت منه فما قبل ثدي امرأة إلا ثديك فقالت إني امرأة طيبة اللبن فذهبت به إلى بيتها وقرت عينها بذلك وعلمت أن وعد الله حق في قوله إنا رادوه إليك " بلغ أشده " ذكر في يوسف * (واستوى) * أي كمل عقله وذلك مع الأربعين سنة * (ودخل المدينة) * يعني مصر وقيل قرية حولها والأول أشهر * (على حين غفلة) * قيل في القائلة وقيل بين العشاءين وقيل يوم عيد وقيل كان قد جفا فرعون وخاف على نفسه فدخل مختفيا متخوفا * (هذا من شيعته) * الذي من شيعته من بني إسرائيل والذي من عدوه من القبط * (فوكزه موسى) * أي ضربه والوكز الدفع بأطراف الأصابع وقيل بجمع الكف * (فقضى عليه) * أي قتله ولم يرد أن يقتله ولكن وافقت وكزته الأجل فندم وقال هذا من عمل الشيطان أي إن الغضب الذي أوجب ذلك كان من الشيطان ثم اعترف واستغفر فغفر الله له فإن قيل كيف استغفر من القتل وكان المقتول كافرا فالجواب أنه لم يؤذن له في قتله ولذلك يقول يوم القيامة إني قتلت نفسا لم أومر بقتلها * (قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين) * الظهير المعين والباء سببية والمعنى بسبب إنعامك علي لا أكون ظهيرا للمجرمين فهي معاهدة عاهد موسى عليها ربه وقيل الباء باء القسم وهذا ضعيف لأن قوله فلن أكون لا يصلح لجواب القسم وقيل جواب القسم محذوف تقديره وحق نعمتك لأتوبن فلن أكون ظهيرا للمجرمين وقيل الباء للتحليف أي اعصمني بحق نعمتك علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ويحتج بهذه الآية على المنع من صحبة ولاة الجور * (يترقب) * في الموضعين أي يستحس هل يطلبه أحد * (يستصرخه) * أي
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»