وعلى ذريته أنزل الله التوراة والإنجيل والزبور والفرقان " وتقطعون السبيل " قيل أراد قطع الطرق للسلب والقتل وقيل أراد قطع سبيل النسل بترك النساء وإتيان الرجال " وتأتون في ناديكم المنكر " النادي المجلس الذي يجتمع فيه الناس والمنكر فعلهم بالرجال وقيل إذايتهم للناس " ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى " الرسل هنا الملائكة والبشرى بشارة إبراهيم بالولد وهو قوله " فبشروه بغلام حليم " أو بشارته بنصر سيدنا لوط والأول أظهر " أهل هذه القرية " يعني قرية سيدنا لوط " قال إن فيها لوطا " ليس إخبارا بأنه فيها وإنما قصد نجاة سيدنا لوط من العذاب الذي يصيب أهل القرية وبراءته من الظلم الذي وصفوه به فكأنه قال كيف تهلكون أهل القرية وفيها لوط وكيف تقولون إنهم ظالمون وفيهم لوط * (من الغابرين) * قد ذكر وكذلك سئ بهم * (رجزا من السماء) * أي عذابا * (وارجوا اليوم الآخر) * قيل الرجاء هنا الخوف وقيل هو على بابه * (ولا تعثوا في الأرض) * يعني نقصهم المكيال والميزان * (الرجفة) * هي الصيحة * (وقد تبين لكم من مساكنهم) * أي آثار مساكنهم باقية تدل على ما أصابهم * (وكانوا مستبصرين) * قيل معناه لهم بصيرة في كفرهم وإعجاب به وقيل لهم بصيرة في الإيمان ولكنهم كفروا عنادا وقيل معنى مستبصرين عقلاء متمكنين من النظر والاستدلال ولكنهم لم يفعلوا * (وما كانوا سابقين) * أي لم يفوتونا * (فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا) * الحاصب الحجارة والحاصب أيضا الريح الشديدة ويحتمل عندي أنه أراد به المعنيين لأن قوم سيدنا لوط أهلكوا بالحجارة وعاد أهلكوا بالريح وإن حملناه
(١١٦)