التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٢٥
قبله) كرر للتأكيد وليفيد سرعة تقلب قلوب الناس من القنوط إلى الاستبشار * (لمبلسين) * أي قانطين كقوله ينزل الغيث من بعد ما قنطوا " فرآه مصفرا " الضمير للنبات الذي ينبته الله بالمطر والمعنى لئن أرسل الله ريحا فاصفر به النبات لكفر الناس بالقنوط والاعتراض على الله وقيل الضمير للريح وقيل للسحاب والأول أحسن في المعنى * (فإنك لا تسمع الموتى) * الآية استعارة في عدم سماع الكفار للمواعظ والبراهين فشبه الكفار بالموتى في عدم إحساسهم * (خلقكم من ضعف) * الضعف الأول كون الإنسان من ماء مهين وكونه ضعيف في حال الطفولية والضعف الثاني الأخير الهرم وقرئ بفتح الضاد وضمها وهما لغتان * (ما لبثوا غير ساعة) * هذا جواب القسم ومعناه أنهم يحلفون أنهم ما لبثوا في القبور تحت التراب إلا ساعة أي ما لبثوا في الدنيا إلا ساعة وذلك لاستقصار تلك المدة * (كذلك كانوا يؤفكون) * أي مثل هذا الصرف كانوا يصرفون في الدنيا عن الصدق والتحقيق حتى يروا الأشياء على ما هي عليه * (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان) * هم الملائكة والأنبياء والمؤمنون ردوا مقالة الكفار التي حلفوا عليها * (في كتاب الله) * يعني اللوح المحفوظ أو علم الله والمجرور على هذا يتعلق بقوله لبثتم وقيل يعني القرآن فعلى هذا يتعلق هذا المجرور بقوله أوتوا العلم وفي الكلام تقديم وتأخير وتقديره على هذا قال الذين أوتوا العلم في كتاب الله أي العلماء بكتاب الله وقولهم لقد لبثتم خطاب للكفار وقولهم فهذا يوم البعث تقرير لهم وهو في المعنى جواب لشرط مقدر تقديره إن كنتم تنكرون البعث فهذا يوم البعث * (ولا هم يستعتبون) * من العتبى بمعنى الرضا أي ولا يرضون وليست استفعل هنا للطلب * (إن وعد الله حق) * يعني ما وعد من النصر على الكفار * (ولا يستخفنك) * من الخفة أي لا تضطرب لكلامهم
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»