التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٠١
ومن قرأ بالفتح فهو مفعول تكلمهم أي تقول لهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون أو مفعول من أجله تقديره تكلمهم لأن الناس لا يوقنون ثم حذفت اللام ويحتمل قوله لا يوقنون بخروج الدابة ولا يوقنون بالآخرة وأمور الدين وهذا أظهر * (فهم يوزعون) * أي يساقون بعنف " أماذا كنتم تعملون " أم استفهامية والمعنى إقامة الحجة عليهم كأنه قيل لهم إن كان لكم عمل أو حجة فهاتوها * (ووقع القول عليهم) * أي حق العذاب عليهم أو قامت الحجة عليهم * (فهم لا ينطقون) * إنما يسكتون لأن الحجة قد قامت عليهم وهذا في بعض مواطن القيامة وقد جاء أنهم يتكلمون في مواطن * (ليسكنوا فيه) * ذكر في يونس * (ينفخ في الصور) * ذكر في الكهف * (إلا من شاء الله) * قيل هم الشهداء وقيل جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلام * (داخرين) * صاغرين متذللين * (تحسبها جامدة) * أي قائمة ثابتة * (وهي تمر) * يكون مرورها في أول أحوال يوم القيامة ثم ينسفها الله في خلال ذلك فتكون كالعهن ثم تصير هباء منبثا * (صنع الله) * مصدر والعامل فيه محذوف وقيل هو منصوب على الإغراء أي انظروا صنع الله * (من جاء بالحسنة فله خير منها) * قيل إن الحسنة لا إله إلا الله واللفظ أعم ومعنى خير منها أن له بالحسنة الواحدة عشرا * (من فزع يومئذ) * من نون فزع فتح الميم من يومئذ ومن أسقط التنوين للإضافة قرأ بفتح الميم على البناء أو بكسرها على الإعراب * (ومن جاء بالسيئة) * السيئة هنا الكفر والمعاصي التي قضى الله بتعذيب فاعلها * (هذه البلدة) * يعني مكة * (الذي حرمها) * أي جعلها حرما آمنا لا يقاتل فيها أحد ولا ينتهك حرمتها ونسب تحريمها هنا إلى الله لأنه بسبب قضائه وأمره ونسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى إبراهيم عليه السلام في قوله إن إبراهيم حرم مكة لأن إبراهيم هو الذي أعلم الناس بتحريمها فليس بين الحديث والآية تعارض وقد جاء في حديث آخر أن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض * (ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين) * أي إنما علي الإنذار والتبليغ " سيريكم
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»