التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٩٦
كذلك * (ارجع إليهم) * خطاب للرسول وقيل للهدهد والأول أرجح لأن قوله فلما جاء سليمان مسند إلى الرسول * (لا قبل لهم بها) * أي لا طاقة لهم بها * (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) * القائل سليمان والملأ جماعة من الجن والإنس وطلب عرشها قبل أن يأتوه مسلمين لأنه وصف له بعظمة فأراد أن يأخذه قبل أن يسلموا فيمنع إسلامهم من أخذ أموالهم فمسلمين على هذا من الدخول في دين الإسلام وقيل إنما طلب عرشها قبل أن يأتوه مسلمين ليظهر لهم قوته فمسلمين على هذا بمعنى منقادين * (قال عفريت) * روي عن وهب بن منبه أن اسم هذا العفريت الكودن * (قبل أن تقوم من مقامك) * قبل أن تقوم من موضع الحكم وكان يجلس من بكرة إلى الظهر وقيل معناه قبل أن تستوي من جلوسك قائما * (قال الذي عنده علم من الكتاب) * هو آصف بن برخيا وكان رجلا صالحا من بني إسرائيل كان يعلم اسم الله الأعظم وقيل هو الخضر وقيل هو جبريل والأول أشهر وقيل سليمان وهذا بعيد * (آتيك به) * في الموضعين يحتمل أن يكون فعلا مستقبلا أو اسم فاعل * (قبل أن يرتد إليك طرفك) * الطرف العين فالمعنى على هذا قبل أن تغض بصرك إذا نظرت إلى شيء وقيل الطرف تحريك الأجفان إذا نظرت * (فلما رآه مستقرا عنده) * قيل هنا محذوف تقديره فجاءه الذي عنده علم من الكتاب بعرشها ومعنى مستقرا عنده حاصلا عنده وليس هذا بمستقر الذي يقدر النحويون تعلق المجرورات به خلافا لمن فهم ذلك * (يشكر لنفسه) * أي منفعة الشكر لنفسه * (قال نكروا لها عرشها) * تنكيره تغيير وصفه وستر بعضه وقيل الزيادة فيه والنقص منه وقصد بذلك اختبار عقلها وفهمها * (أتهتدي) * يحتمل أن يريد تهتدي لمعرفة عرشها أو للجواب عنه إذا سئلت أو للإيمان * (فلما جاءت قيل أهكذا عرشك) * كان عرشها قد وصل قبلها إلى سليمان فأمر بتنكيره وأن يقال لها أهكذا عرشك أي أمثل هذا عرشك لئلا تفطن أنه هو فأجابته بقولها كأنه هو جوابا عن السؤال ولم تقل هو تحرزا من الكذب أو من التحقيق في محل الاحتمال * (وأوتينا العلم من قبلها) * هذا من كلام سليمان وقومه لما رأوها قد آمنت قالوا ذلك اعترافا بنعمة الله عليهم في أن آتاهم العلم قبل بلقيس وهداهم للإسلام قبلها والجملة معطوفة على كلام محذوف تقديره قد أسلمت هي وعلمت وحدانية الله وصحة النبوة وأوتينا نحن العلم قبلها * (وصدها ما كانت تعبد من دون الله) * هذا يحتمل أن يكون من كلام سليمان وقومه أو من كلام الله تعالى ويحتمل أن يكون * (ما كانت تعبد) * فاعلا أو مفعولا فإن كان فاعلا فالمعنى صدها ما كانت تعبد عن عبادة الله والدخول في الإسلام
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»