التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٠
الجارية وشبه ذلك * (وما يشعرون أيان يبعثون) * أي لا يشعرون من في السماوات والأرض متى يبعثون لأن علم الساعة مما انفرد به الله روي أن سبب نزول هذه الآية أن قريشا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة * (بل ادارك علمهم في الآخرة) * وزن ادارك تفاعل ثم سكنت التاء وأدغمت في الدال واجتلبت ألف الوصل والمعنى تتابع علمهم بالآخرة وتناهى إلى أن يكفروا بها أو تناهى إلى أن لا يعلموا وقتها وقرئ أدرك بهمزة قطع على وزن أفعل والمعنى على هذا يدرك علمهم في الآخرة أي يعلمون فيها الحق لأنهم يشاهدون حينئذ الحقائق فقوله في الآخرة على هذا ظرف وعلى القراءة الأولى بمعنى الباء * (عمون) * جمع عم وهو من عمى القلوب * (ردف لكم) * أي تبعكم واللام زائدة أو ضمن معنى قرب وتعدى باللام ومعنى الآية أنهم استعجلوا العذاب بقولهم متى هذا الوعد فقيل لهم عسى أن يكون قرب لكم بعض العذاب الذي تستعجلون وهو قتلهم يوم بدر * (غائبة) * الهاء فيه للمبالغة أي ما من شيء في غاية الخفاء إلا وهو عند الله في كتاب * (إنك لا تسمع الموتى) * شبه من لا يسمع ولا يعقل بالموتى في أنهم لا يسمعون وإن كانوا أحياء ثم شبههم بالصم وبالعمي وإن كانوا صحاح الحواس وأكد عدم سماعهم بقوله إذا ولوا مدبرين لأن الأصم إذا أدبر وبعد عن الداعي زاد صممه وعدم سماعه بالكلية * (وإذا وقع القول عليهم) * أي إذا حان وقت عذابهم الذي تضمنه القول الأزلي من الله في ذلك وهو قضاؤه والمعنى إذا قربت الساعة أخرجنا لهم دابة من الأرض وخروج الدابة من أشراط الساعة وروي أنها تخرج من المسجد الحرام وقيل من الصفا وأن طولها ستون ذراعا وقيل هي الجساسة التي وردت في الحديث * (تكلمهم) * قيل تكلمهم ببطلان الأديان كلها إلا دين الإسلام وقيل تقول لهم ألا لعنة الله على الظالمين وروي أنها تسم الكافر وتحطم أنفه وتسود وجهه وتبيض وجه المؤمن * (ان الناس) * من قرأ بكسر الهمزة فهو ابتداء كلام
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»