التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٥
اشتد عليه الجوع * (فجاءته إحداهما) * قبل هذا كلام محذوف تقديره فذهبتا إلى أبيهما سريعتين وكانت عادتهما الإبطاء في السقي فأخبرتاه بما كان من أمر سقي الرجل لهما فأمر إحداهما أن تدعوه له فجاءته واختلف هل التي جاءته الصغرى أو الكبرى * (على استحياء) * روي أنها سترت وجهها بكم درعها والمجرور يتعلق بما قبله وقيل بما بعده وهو ضعيف * (وقص عليه القصص) * أي ذكر له قصته * (لا تخف) * أي قد نجوت من فرعون وقومه لأن بلد مدين لم يكن من ملك فرعون * (استأجره) * أي اجعله أجيرا لك * (إن خير من استأجرت القوي الأمين) * هذا الكلام حكمة جامعة بليغة روي أن أباها قال لها من أين عرفت قوته وأمانته قالت أما قوته ففي رفعه الحجر عن فم البئر وأما أمانته فإنه لم ينظر إلي * (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي) * زوجته التي دعته واختلف هل زوجه الكبرى أو الصغرى واسم التي زوجه صفور وقيل صفوريا ومن لفظ شعيب حسن أن يقال في عقود الأنكحة أنكحه إياها أكثر من أن يقال أنكحها إياه * (على أن تأجرني ثماني حجج) * أي أزوجك بنتي على أن تخدمني ثمانية أعوام قال مكي في هذه الآية خصائص في النكاح منها أنه لم يعين الزوجة ولا حد أول الأمد وجعل المهر إجارة قلت فأما التعيين فيحتمل أن يكون عند عقد النكاح بعد هذه المراودة وقد قال الزمخشري إن كلامه معه لم يكن عقد نكاح وإنما كان مواعدة وأما ذكر أول الأمد فالظاهر أنه من حين العقد وأما النكاح بالإجارة فظاهر من الآية وقد قرره شرعنا حسبما ورد في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم للرجل قد زوجتكها على ما معك من القرآن أي على أن تعلمها ما عندك من القرآن وقد أجاز النكاح بالإجارة الشافعي وابن حنبل وابن حبيب للآية والحديث ومنعه مالك * (فإن أتممت عشرا فمن عندك) * جعل الأعوام الثمانية شرطا ووكل العامين إلى مروءة موسى فوفى له العشر وقيل وفي العشرة وعشرا بعدها وهذا ضعيف لقوله * (فلما قضى موسى الأجل) * أي الأجل المذكور * (وسار بأهله) * الأهل هنا الزوجة مشى بها إلى مصر * (جذوة) * أي قطعة ويجوز كسر الجيم وضمها وقد ذكر آنس والطور وتصطلون * (شاطئ الواد) * جانبه والأيمن صفة للشاطئ اليمين ويحتمل أن يكون من اليمن فيكون صفة للوادي * (من الشجرة) * روي أنها كانت عوسجة * (جان) * ذكر في النمل
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»