يكذبوا * (وإنا لصادقون) * يحتمل أن يكون قولهم وإنا لصادقون مغالطة مع اعتقادهم أنهم كاذبون ويحتمل أنهم قصدوا وجها من التعريض ليخرجوا به عن الكذب وقد ذكرناه في الجواب الثالث عن مهلك أهله وهو أنهم قصدوا أن يقتلوا صالحا وأهله معا ثم يقولون ما شهدنا مهلك أهله وحدهم وإنا لصادقون في ذلك بل يعنون أنهم شهدوا مهلكه ومهلك أهله معا وعلى ذلك حمله الزمخشري * (أنا دمرناهم وقومهم) * روي أن الرهط الذين تقاسموا على قتل صالح اختفوا ليلا في غار قريبا من داره ليخرجوا منه إلى داره بالليل فوقعت عليهم صخرة فأهلكتهم ثم هلك قومهم بالصيحة ولم يعلم بعضهم بهلاك بعض ونجا صالح ومن آمن به * (وأنتم تبصرون) * قيل معناه تبصرون بقلوبكم أنها معصية وقيل تبصرون بأبصاركم لأنهم كانوا ينكشفون بفعل ذلك ولا يستتر بعضهم من بعض وقيل تبصرون آثار الكفار قبلكم وما نزل بهم من العذاب يتطهرون والغابرين وأمطرنا قد ذكر * (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى) * أمر الله رسوله أن يتلو الآيات المذكورة بعد هذا لأنها براهين على وحدانيته وقدرته وأن يستفتح ذلك بحمده والسلام على من اصطفاه من عباده كما تستفتح الخطب والكتب وغيرها بذلك تيمنا بذكر الله قال ابن عباس يعني بعباده الذين اصطفى الصحابة واللفظ يعم الملائكة والأنبياء والصحابة والصالحين * (آلله خير أما يشركون) * على وجه الرد على المشركين فدخلت خير التي يراد بها التفضيل لتبكيتهم وتعنيفهم مع أنه معلوم أنه لا خير فيما أشركوا أصلا ثم أقام عليهم الحجة بأن الله هو الذي خلق السماوات والأرض وبغير ذلك مما ذكره إلى تمام هذه الآيات وأعقب كل برهان منها بقوله أإله مع الله على وجه التقرير لهم على أنه لم يفعل ذلك كله إلا الله وحده فقامت عليهم الحجة بذلك وفيها أيضا نعم يجب شكرها فقامت بذلك أيضا وأم في قوله خير أما يشركون متصلة عاطفة وأم في المواضع التي بعده منقطعة بمعنى بل والهمزة * (قوم يعدلون) * أي يعدلون عن الحق والصواب أو يعدلون بالله غيره أي يجعلون له عديلا ومثيلا * (رواسي) * يعني الجبال * (البحرين) * ذكر في الفرقان * (يجيب المضطر) * قيل هو المجهود وقيل الذي
(٩٨)