مبعوثا إلى القبيلتين وقيل إن أصحاب الأيكة مدين ولكنه قال أخوهم حين ذكرهم باسم قبيلتهم ولم يقل أخوهم حين نسبهم إلى الأيكة التي هلكوا فيها تنزيها لشعيب عن النسبة إليها * (من المخسرين) * أي من الناقصين للكيل والوزن * (بالقسطاس) * الميزان المعتدل * (والجبلة) * يعني القرون المتقدمة * (عذاب يوم الظلة) * هي سحابة من نار أحرقتهم فأهلك الله مدين بالصيحة وأهلك أصحاب الأيكة بالظلة فإن قيل لم كرر قوله إن في ذلك لآية مع كل قصة فالجواب أن ذلك أبلغ في الاعتبار وأشد تنبيها للقلوب وأيضا فإن كل قصة منها كأنها كلام قائم مستقل بنفسه فختمت بما ختمت به صاحبتها * (وإنه لتنزيل رب العالمين) * الضمير للقرآن * (الروح الأمين) * يعني جبريل عليه السلام * (على قلبك) * إشارة إلى حفظه إياه لأن القلب هو الذي يحفظ * (بلسان عربي) * يعني كلام العرب هو متعلق بنزل أو المنذرين * (وإنه لفي زبر الأولين) * المعنى أن القرآن مذكور في كتب المتقدمين ففي ذلك دليل على صحته ثم أقام الحجة على قريش بقوله * (أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل) * بأنه من عند الله آية لكم وبرهان والمراد من أسلم من بني إسرائيل كعبد الله بن سلام وقيل الذين كانوا يبشرون بمبعثه عليه الصلاة والسلام * (ولو نزلناه على بعض الأعجمين) * الآية جمع أعجم وهو الذي لا يتكلم سواء كان إنسانا أو بهيمة أو جمادا والأعجمي المنسوب إلى الأعجم وقيل بمعنى الأعجم ومعنى الآية أن القرآن لو نزل على من لا يتكلم ثم قرأه عليهم لا يؤمنوا لإفراط عنادهم ففي ذلك تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم على كفرهم به مع وضوح برهانه * (كذلك نسلكه في قلوب المجرمين) * معنى سلكناه أدخلناه والضمير للتكذيب الذي دل عليه ما تقدم من الكلام أو للقرآن أي سلكناه في قلوبهم مكذبا به وتقدير قوله كذلك مثل هذا السلك سلكناه والمجرمين يحتمل أن يريد به قريشا أو الكفار المتقدمين ولا يؤمنون تفسير للسلك الذي سلكه في قلوبهم * (فيقولوا هل نحن منظرون) * تمنوا أن يؤخروا حين لم
(٩٠)