التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٥٢
لا يكون إلا مفردا وقال الزمخشري على التمييز لأن كل قبيلة أسباطا لا سبط * (فانبجست) * أي انفجرت إلا أن الانبجاس أخف من الانفجار وقال القزويني الانبجاس أول الانفجار * (وظللنا عليهم الغمام) * وما بعده إلى قوله بما كانوا يظلمون مذكور في البقرة تنبيه وقع الاختلاف في اللفظ بين هذا الموضع من هذه السورة وبين سورة البقرة في قوله انفجرت وانبجست وقوله وإذ قلنا ادخلوا وإذ قيل لهم اسكنوا وقوله وكلوا بالواو وفكلوا بالفاء فقال الزمخشري لا بأس باختلاف العبارتين إذا لم يكن هنالك تناقض وعللها شيخنا الأستاذ أبو جعفر بن الزبير في كتاب ملاك التأويل وصاحب الدرة بتعليلات منها قوية وضعيفة وفيها طول فتركناها لطولها " واسئلهم " أي اسأل اليهود على جهة التقرير والتوبيخ * (عن القرية) * قيل هي إيلياء وقيل هي طبرية وقيل مدين * (حاضرة البحر) * قريبة منه أو على شاطئه * (إذ يعدون في السبت) * أي يتجاوزون حد الله فيه وهو اصطيادهم يوم السبت وقد نهوا عنه وموضع إذ بدل من القرية والمراد أهلها وهو بدل اشتمال أو منصوب بكانت أو بحاضرة * (إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا) * كانت الحيتان تخرج من البحر يوم السبت حتى تصل إلى بيوتهم ابتلاء لهم إذ كان صيدها عليهم حراما في يوم السبت وتغيب عنهم في سائر الأيام وسبتهم مصدر من قولك سبت اليهودي يسبت إذا عظم يوم السبت ومعنى شرعا ظاهرة قريبة منهم يقال شرع منا فلان إذا دنا وإذ في قوله إذ تأتيهم منصوب بيعدون أو بدل من إذ يعدون " وإذ قالت أمة منهم لم تعدون قوما " للآية افترقت بنو إسرائيل ثلاث فرق فرقة عصت يوم السبت بالصيد وفرقة نهت عن ذلك واعتزلت القوم وفرقة سكتت واعتزلت فلم تنه ولم تعص وأن هذه الفرقة لما رأت مهاجرة الناهية وطغيان العاصية قالوا للفرقة الناهية لم تعظون قوما يريد الله أن يهلكهم أو يعذبهم فقالت الناهية ننهام معذرة إلى الله ولعلهم يتقون فهلكت الفرقة العاصية ونجت الناهية واختلف في الثالثة هل هلكت لسكوتها أو نجت لاعتزالها وتركها العصيان * (بعذاب بئيس) * أي شديد وقرئ بالهمز وتركه وقرئ على وزن فعيل وعلى وزن فيعل وكلها من معنى البؤس " فلما عتوا عما نهوا عنه " أي لما تكبروا عن ما نهوا عنه " قلنا لهم كونوا قردة
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»