التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٥٦
والإملاء هو الإمهال مع إرادة العقوبة * (إن كيدي متين) * سمى فعله بهم كيدا لأنه شبيه بالكيد في أن ظاهره إحسان وباطنه خذلان " أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة " يعني بصاحبهم النبي صلى الله عليه وسلم فنفى عنه ما نسب له المشركون من الجنون ويحتمل أن يكون قوله ما بصاحبهم من جنة معمولا لقوله أو لم يتفكروا فيوصل به والمعنى أو لم يتفكروا فيعلمون أن ما بصاحبهم من جنة ويحتمل أن يكون الكلام قد تم في قوله أو لم يتفكروا ثم ابتدأ إخبار استئنافا لقوله ما بصاحبهم من جنة والأول أحسن " أو لم ينظروا " يعني نظر استدلال * (ما خلق الله) * عطف على الملكوت ويعني بقوله من شيء جميع المخلوقات إذ جميعها دليل على وحدانية خالقها * (وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) * أن الأولى مخففة من الثقيلة وهي عطف على الملكوت وأن الثانية مصدرية في موضع رفع بعسى وأجلهم يعني موتهم والمعنى لعلهم يموتون عن قريب فينبغي لهم أن يسارعوا إلى النظر فيما يخلصهم عند الله قبل حلول الأجل * (فبأي حديث بعده) * الضمير للقرآن * (يسألونك عن الساعة) * السائلون اليهود أو قريش وسميت القيامة ساعة لسرعة حسابها كقوله وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب * (أيان مرساها) * معنى أيان متى ومرساها وقوعها وحدوثها وهي من الإرساء بمعنى الثبوت * (قل إنما علمها عند ربي) * أي استأثر الله بعلم وقوعها ولم يطلع عليه أحد * (لا يجليها لوقتها إلا هو) * معنى يجلبها يظهرها فهو من الجلاء ضد الخفاء واللام في لوقتها ظرفية أي عند وقتها والمعنى لا يظهر الساعة عند مجيء وقتها إلا الله * (ثقلت في السماوات والأرض) * في معناه ثلاثة أقوال الأول ثقلت على أهل السماوات والأرض لهيبتها عندهم وخوفهم منها والثاني ثقلت على أهل السماوات والأرض أنفسها لتفطر السماء فيها وتبديل الأرض والثالث معنى ثقلت أي ثقل علمها أي خفي * (يسألونك كأنك حفي عنها) * الحفي بالشيء هو المهتبل به المعتني به والمعنى يسألونك عنها كأنك حفي بعلمها وقيل المعنى يسألونك عنها كأنك حفي بهم لقرابتك منهم فعنها على هذين القولين يتعلق بيسئلونك وقيل المعنى يسألونك كأنك حفي بالسؤال عنها * (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) * براءة من علم الغيب واستدلال على عدم علمه * (وما مسني السوء) * عطف على لاستكثرت من الخير أي لو علمت الغيب لاستكثرت من الخير واحترست من السوء ولكن لا أعلمه فيصبني ما قدر لي من الخير والشر وقيل إن قوله وما مسني السوء استئناف إخبار والسوء على هذا هو الجنون واتصاله بما قبله أحسن * (لقوم يؤمنون) * يجوز أن يتعلق ببشير ونذير معا أي أبشر المؤمنين
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»