التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٥١
رسول الله قال عمرو اللهم نعم فقال اليهودي لئن كان حقا ما تقول لقد مات اليوم فلما سمع عمرو ذلك جمع أصحابه وكتب ذلك اليوم الذي قال له اليهودي أن النبي صلى الله عليه وسلم مات فيه ثم خرج فأخبر بموت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق ووجده قد مات في ذلك اليوم صلى الله عليه وسلم وبارك وشرف وكرم ومن ذلك أن وفد غسان قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيهم أبو بكر الصديق فقال لهم من أنتم قالوا رهط من غسان قدمنا على محمد لنسمع كلامه فقال لهم انزلوا حيث تنزل الوفود ثم ائتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلموه فقالوا وهل نقدر على كلامه كما أردنا فتبسم أبو بكر وقال إنه ليطوف بالأسواق ويمشي وحده ولا شرطة معه ويرغب من يراه منه فقالوا لأبي بكر من أنت أيها الرجل فقال أنا أبو بكر بن أبي قحافة فقالوا أنت تقوم بهذا الأمر بعده فقال أبو بكر الأمر إلى الله فقال لهم كيف تخدعون عن الإسلام وقد أخبركم أهل الكتاب بصفته وأنه آخر الأنبياء ثم لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا * (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر) * يحتمل أن يكون هذا من وصف النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة فتكون الجملة في موضع الحال من ضمير المفعول في يجدونه أو تفسير لما كتب من ذكره أو يكون استئناف وصف من الله تعالى غير مذكور في التوراة والإنجيل * (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) * مذهب مالك أن الطيبات هي الحلال وأن الخبائث هي الحرام ومذهب الشافعي أن الطيبات هي المستلذات إلا ما حرمه الشرع منها كالخمر والخنزير وأن الخبائث هي المستقذرات كالخنافس والعقارب وغيرها * (ويضع عنهم إصرهم) * وهو مثل لما كلفوا في شرعهم من المشقات كقتل الأنفس في التوبة وقطع موضع النجاسة من الثوب وكذلك الأغلال عبارة عما منعت منه شريعتهم كتحريم الشحوم وتحريم العمل يوم السبت وشبه ذلك * (وعزروه) * أي منعوه بالنصر حتى لا يقوى عليه عدو * (واتبعوا النور الذي أنزل معه) * هو القرآن أو الشرع كله ومعنى معه مع بعثه ورسالته * (إني رسول الله إليكم جميعا) * تفسيره قوله صلى الله عليه وسلم وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة فإعراب جميعا حال من الضمير في إليكم * (الذي له ملك السماوات والأرض) * نعت لله أو منصوب على المدح بإضمار فعل أو مرفوع على أنه خبر ابتداء مضمر * (يؤمن بالله وكلماته) * هي الكتب التي أنزلها الله عليه وعلى غيره من الأنبياء * (ومن قوم موسى أمة) * هم الذين ثبتوا حين تزلزل غيرهم في عصر موسى أو الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم في عصره * (وقطعناهم) * أي فرقناهم * (أسباطا) * السبط في بني إسرائيل كالقبيلة في العرب وانتصابه على البدل من اثنتي عشرة لا على التمييز فإن تمييز اثنتي عشرة
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»