التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٤١
عليم) حكي هذا الكلام هنا عن الملأ وفي الشعراء عن فرعون كأنه قاله هو وهم أو قاله هو ووافقوه عليه كعادة جلساء الملوك في اتباعهم لما يقول الملك * (يريد أن يخرجكم من أرضكم) * أي يخرجكم منها بالقتال أو بالحيل وقيل المراد إخراج بني إسرائيل وكانوا خداما لهم فتخرب الأرض بخروج الخدام والعمار منها * (فماذا تأمرون) * من قول الملأ أو من قول فرعون وهو من معنى المؤامرة أي المشاورة أو من الأمر وهو ضد النهي * (أرجه) * من قرأه بالهمزة فهو من أرجأت الرجل إذا أخرته فمعناه أخرهما حتى ننظر في أمرهما وقيل المراد بالإرجاء هنا السجن ومن قرأ بغير همز فتحتمل أن تكون بمعنى المهموز وسهلت الهمزة أو يكون بمعنى الرجاء أي أطمعه وأما ضم الهاء وكسرها فلغتان وإما إسكانها فلعله أجرى فيها الوصل مجرى الوقف * (حاشرين) * يعني الشرطة أي جامعين للسحرة * (وجاء السحرة فرعون) * قيل هنا محذوف يدل عليه سياق الكلام وهو أنه بعث إلى السحرة * (إن لنا لأجرا) * من قرأه بهمزتين فهو استفهام ومن قرأه بهمزة واحدة فيحتمل أن يكون خبرا أو استفهاما حذفت منه الهمزة والأجر هنا الأجرة طلبوها من فرعون إن غلبوا موسى فأنعم لهم فرعون بها وزادهم التقريب منه والجاه عنده * (وإنكم لمن المقربين) * عطف على معنى نعم كأنه قال نعطيكم أجرا ونقربكم واختلف في عدد السحرة اختلافا متباينا من سبعين رجلا إلى سبعين ألفا وكل ذلك لا أصل له في صحة النقل * (إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين) * خيروا موسى بين أن يبدأ بالإلقاء أو يبدؤا هم بإلقاء سحرهم فأمرهم أن يلقوا وانظر كيف عبروا عن إلقاء موسى بالفعل وعن إلقاء أنفسهم بالجملة الإسمية إشارة إلى أنهم أهل الإلقاء المتمكنون فيه * (واسترهبوهم) * أي خوفوهم بما أظهروا لهم من أعمال السحر * (أن ألق عصاك) * لما ألقاها صارت ثعبانا عظيما على قدر الحبل وقيل إنه طال حتى جاوز الفيل * (تلقف) * أي تبتلع * (ما يأفكون) * أي ما صوروا من إفكهم وكذبهم وروي أن الثعبان أكل ملء الوادي من حبالهم وعصيهم ومد موسى يده إليه فصار عصا كما كان فعلم السحرة أن ذلك ليس من السحر وليس في قدرة البشر فآمنوا بالله وبموسى عليه السلام * (لأقطعن أيديكم) * الآية
(٤١)
مفاتيح البحث: النهي (1)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»