التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٤٥
وقيل اثنان وقيل كانت من زمردة وقيل من ياقوت وقيل من خشب " من كل شئ " عموم يراد به الخصوص فيما يحتاجون إليه في دينهم وكذلك تفصيلا لكل شيء وموضع كل شيء نصب على أنه مفعول كتبنا وموعظة بدل منه * (فخذها بقوة) * أي بجد وعزم والضمير للتوراة * (يأخذوا بأحسنها) * أي فيها ما هو حسن وأحسن منه كالقصاص مع العفو وكذلك سائر المباحات مع المندوبات * (سأريكم دار الفاسقين) * أي دار فرعون وقومه وهو مصر ومعنى أريكم كيف أقفرت منهم لما هلكوا وقيل منازل عاد وثمود ومن هلك من الأمم المتقدمة ليعتبروا بها وقيل جهنم وقرأ ابن عباس سأورثكم بالثاء المثلثة من الوراثة وهي على هذا مصدر لقوله وأورثناها بني إسرائيل * (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض) * الآيات يحتمل هنا أن يراد بها القرآن وغيره من الكتب أو العلامات والبراهين والصرف يراد به حدهم عن فهمها وعن الإيمان بها عقوبة لهم على تكبرهم وقيل الصرف منعهم من إبطالها * (ولقاء الآخرة) * يجوز أن يكون من إضافة المصدر إلى المفعول به أي ولقاؤهم الآخرة أو من إضافة المصدر إلى الظرف * (واتخذ قوم موسى) * هم بنو إسرائيل * (من بعده) * أي من بعد غيبته في الطور * (من حليهم) * بضم الحاء والتشديد جمع حلي نحو ثدي وثدى وقرئ بكسر الحاء للاتباع وقرئ بفتح الحاء وإسكان اللام والحلي هو اسم ما يتزين به من الذهب والفضة * (جسدا) * أي جسما دون روح وانتصابه على البدل * (له خوار) * الخوار هو صوت البقر وكان السامري قد قبض قبضة من تراب أثر فرس جبريل يوم قطع البحر فقذفه في العجل فصار له خوار وقيل كان إبليس يدخل في جوف العجل فيصيح فيه فيسمع له خوار * (ألم يروا أنه لا يكلمهم) * رد عليهم وإبطال لمذهبهم الفاسد في عبادته * (اتخذوه) * أي اتخذوه إلها فحذف المفعول الثاني للعلم به وكذلك حذف من قوله واتخذ قوم موسى * (سقط في أيديهم) * أي ندموا يقال سقط في يد فلان إذا عجز عما يريد أو وقع فيما يكره * (أسفا) * شديد الحزن على ما فعلوه وقيل شديد الغضب كقوله فلما آسفونا * (بئسما خلفتموني) * أي قمتم مقامي وفاعل بئس مضمر يفسره ما واسم المذموم محذوف والمخاطب بذلك إما القوم الذين عبدوا العجل مع السامري حيث عبدوا غير الله في غيبة موسى عنهم أو رؤساء بني إسرائيل كهارون عليه السلام حيث لم يكفوا الذين
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»