التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٤
الأعراف * (ادخلوا الجنة) * خطابا لأهل الجنة إن كان من كلام أصحاب الأعراف تقديره قد قيل لهم ادخلوا الجنة أو خطابا لأهل الأعراف إن كان من كلام الملائكة * (أن أفيضوا علينا من الماء) * دليل على أن الجنة فوق النار * (أو مما رزقكم الله) * من سائر الأطعمة والأشربة * (فاليوم ننساهم) * أي نتركهم * (كما نسوا) * الكاف للتعليل * (وما كانوا) * عطف على كما نسوا أي لنسيانهم وجحودهم * (جئناهم بكتاب) * يعني القرآن * (فصلناه على علم) * أي علمنا كيف نفصله * (إلا تأويله) * أي هل ينتظرون إلا عاقبة أمره وما يؤول إليه أمره بظهور ما نطق به من الوعد والوعيد * (قد جاءت رسل ربنا بالحق) * أي قد تبين وظهر الآن أن الرسل جاؤوا بالحق * (استوى على العرش) * حيث وقع حمله قوم على ظاهره منهم ابن أبي زيد وغيره وتأوله قوم بمعنى قصد كقوله ثم استوى إلى السماء ولو كان كذلك لقال ثم استوى إلى العرش وتأولها الأشعرية أن معنى استوى استولى بالملك والقدرة والحق الإيمان به من غير تكييف فإن السلامة في التسليم ولله در مالك بن أنس في قوله للذي سأله عن ذلك الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والسؤال عن هذا بدعة وقد روي مثل قول مالك عن أبي حنيفة وجعفر الصادق والحسن البصري ولم يتكلم الصحابة ولا التابعون في معنى الاستواء بل أمسكوا عنه ولذلك قال مالك السؤال عنه بدعة * (يغشي الليل النهار) * أي يلحق الليل بالنهار ويحتمل الوجهين هكذا قال الزمخشري وأصل اللفظة من الغشاء أي يجعل أحدهم غشاء للآخر يغطيه فتغطي ظلمة الليل ضوء النهار * (يطلبه حثيثا) * أي سريعا والجملة في موضع الحال من الليل أي يطلب الليل النهار فيدركه * (ألا له الخلق والأمر) * قيل الخلق المخلوقات والأمر مصدر أمر يأمر وقيل الخلق مصدر خلق والأمر واحد الأمور كقوله إلى الله تصير الأمور والكل صحيح * (تبارك) * من البزكة وهو فعل غير منصرف ولم تنطق له العرب بمضارع * (تضرعا وخفية) * مصدر في موضع الحال وكذلك خوفا وطعما وخفية من الإخفاء وقرئ خيفة من الخوف * (المعتدين) * المجاوزين للحد وقيل هنا هو رفع الصوت بالدعاء والتشطط
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»