التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٤٠
قرأ بإسكان الواو فهي أو العاطفة ومن قرأ بفتحها فهي واو العطف دخلت عليها همزة التوبيخ كما دخلت على الفاء في قوله أفأمنوا مكر الله أي استدراجه وأخذه للعبد من حيث لا يشعر * (أولم يهد) * أي أولم يتبين * (للذين يرثون الأرض) * أي يسكنوها * (أن لو نشاء) * هو فاعل أولم يهد ومقصود الآية الوعيد * (ونطبع على قلوبهم) * عطف على أصبناهم لأنه في معنى المستقبل أو منقطع على معنى الوعيد وأجاز الزمخشري أن يكون عطفا على يرثون الأرض أو على ما دل عليه معنى أولم يهد كأنه قال يغفلون عن الهداية ونطبع على قلوبهم * (وما وجدنا لأكثرهم من عهد) * الضمير لأهل القرى والمعنى وجدناهم ناقضين للعهود " حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق " من قرأ علي بالتشديد على أنها ياء المتكلم فالمعنى ظاهر وهو أن موسى قال حقيق عليه أن لا يقول على الله إلا الحق وموضع أن لا أقول على هذا رفع على أنه خبر حقيق وحقيق مبتدأ أو بالعكس ومن قرأ علي بالتخفيف فموضع أن لا أقول خفض بحرف الجر وحقيق صفة لرسول وفي المعنى على هذا وجهان أحدهما أن علي بمعنى الباء فمعنى الكلام رسول حقيق بأن لا أقول على الله إلا الحق والثاني أن معنى حقيق حريص ولذلك تعدى بعلى * (قد جئتكم ببينة من ربكم) * أي بمعجزة تدل على صدقي وهي العصا أو جنس المعجزات * (فأرسل معي بني إسرائيل) * أي خلهم يذهبوا معي إلى الأرض المقدسة موطن آبائهم وذلك أنه لما توفي يوسف عليه السلام غلب فرعون على بني إسرائيل واستبعدهم حتى أنقذهم الله على يد موسى وكان بين اليوم الذي دخل فيه يوسف مصر واليوم الذي دخله موسى أربعمائة عاما * (ونزع يده فإذا هي بيضاء) * وكان موسى عليه السلام شديد الأدمة فأظهر يده لفرعون ثم أدخلها في جيبه ثم أخرجها وهي بيضاء شديدة البياض كاللبن أو أشد بياضا وقيل إنها كانت منيرة شفافة كالشمس وكانت ترجع بعد ذلك إلى لون بدنه * (للناظرين) * مبالغة في وصف يده بالبياض وكان الناس يجتمعون للنظر إليها والتعجب منها " قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»