التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٧
الله مع اعترافهم بربوبيته ولذلك قال لهم هود * (قد وقع عليكم) * أي حق عليكم ووجب عذاب من ربكم وغضب * (أتجادلونني في أسماء سميتموها) * يعني الأصنام أي تجادلونني في عبادة مسميات أسماء ففي الكلام حذف وأراد بقوله سميتموها أنتم وآباؤكم جعلتم لها أسماء فدل ذلك على أنها محدثة فلا يصح أن تكون آلهة أو سميتموها آلهة من غير دليل على أنها ى لهة فقولكم باطل فالجدال على القول الأول في عبادتها وعلى القول الثاني في تسميتها آلهة والمراد بالأسماء على القول الأول المسمى وعلى القول الثاني التسمية * (دابر) * ذكر في الأنعام * (بينة من ربكم) * أي آية ظاهرة وهي الناقة وأضيفت إلى الله تشريفا لها أو لأنه خلقها من غير فحل وكانوا قد اقترحوا على صالح عليه السلام أن يخرجها لهم من صخرة وعاهدوه أن يؤمنوا به إن فعل ذلك فانشقت الصخرة وخرجت منها الناقة وهم ينظرون ثم نتجت ولدا فآمن به قوم منهم وكفر به آخرون * (لكم آية) * أي معجزة تدل على صحة نبوة صالح والمجرور في موضع الحال من آية لأنه لو تأخر لكان صفة * (ولا تمسوها بسوء) * أي لا تضربوها ولا تطردوها * (وبوأكم في الأرض) * كانت أرضهم بين الشام والحجاز وقد دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال لهم عليه الصلاة والسلام لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا وأنتم باكون مخافة أن يصيبكم مثل الذي أصابهم * (تتخذون من سهولها قصورا) * أي تبنون قصورا في الأرض البسيطة * (وتنحتون الجبال بيوتا) * أي تتخذون بيوتا في الجبال وكانوا يسكنون القصور في الصيف والجبال في الشتاء وانتصب بيوتا على الحال وهو كقولك خطت هذا الثوب قميصا * (لمن آمن منهم) * بدل من الذين استضعفوا * (إنا بالذي آمنتم به كافرون) * إنما لم يقولوا إنا بما أرسل به كما قال الآخرون لئلا يكون اعترافا برسالته * (فعقروا الناقة) * نسب العقر إلى جميعهم لأنهم رضوا به وإن لم يفعله إلا واحد منهم وهو الأحيمر * (الرجفة) * الصيحة حيث وقعت وذلك أن الله أمر جبريل فصاح صيحة بين السماء والأرض
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»