التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٨
فماتوا منها * (جاثمين) * حيث وقع أي قاعدين لا يتحركون * (فتولى عنهم) * الآية يحتمل أن يكون توليه عنهم وقوله لهم حين عقروا الناقة قبل نزول العذاب بهم لأنه روي أنه خرج حينئذ من بين أظهرهم أو أن يكون ذلك بعد أن هلكوا وهو ظاهر الآية وعلى هذا خاطبهم بعد موتهم على وجه التفجع عليهم وقوله لا تحبون الناصحين حكاية حال ماضية * (إذ قال لقومه) * العامل في إذ أرسلنا المضمر أو يكون بدلا من لوط * (ما سبقكم بها من أحد من العالمين) * أي لم يفعلها أحد من العالمين قبلكم ومن الأولى زائدة والثانية للتبعيض أو للجنس * (فما كان جواب قومه) * الآية أي أنهم عدلوا عن جوابه على كلامه إلى الأمر بإخراجه وإخراج أهله * (أناس يتطهرون) * أي يتنزهون عن الفاحشة * (من الغابرين) * أي من الهالكين وقيل من الذين غبروا في ديارهم فهلكوا أو من الباقين من أترابها يقال غير بمعنى مضى وبمعنى بقي وإنما قال من الغابرين بجمع المذكر تغليبا للرجال الغابرين * (وأمطرنا عليهم مطرا) * يعني الحجارة أصيب بها من كان منهم خارجا عن بلادهم وقلبت البلاد بمن كان فيها * (بينة من ربكم) * أي آية ظاهرة ولم تعين في القرآن آية شعيب * (فأوفوا الكيل والميزان) * كانوا ينقصون في الكيل والوزن فبعث شعيب ينهاهم عن ذلك والكيل هنا بمعنى المكيال الذي يكال به مناسبة للميزان كما جاء في هود المكيال والميزان ويجوز أن يكون الكيل والميزان مصدرين * (ولا تقعدوا بكل صراط توعدون) * قيل هي هو نهي عن السلب وقطع الطريق وكان ذلك من فعلهم وكانوا يقعدون على الطريق يردون الناس عن اتباع شعيب ويوعدونهم إن اتبعوه * (وتصدون) * أي تمنعون الناس عن سبيل الله وهو الإيمان والضمير في به للصراط أو لله * (تبغونها عوجا) * ذكر في آل عمران * (أو لتعودن في ملتنا) * أي
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»