قليلا وما زائدة للتوكيد * (هلكناها فجاءها بأسنا) * قيل إنه من المقلوب تقديره جاءها بأسنا فأهلكناها وقيل المعنى أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا لأن مجىء البأس قبل الإهلاك فلا يصح عطفه عليه بالفاء ويحتمل أن فجاءها بأسنا استئنافا على وجه التفسير للإهلاك فلا يحتاج إلى تكلف والمراد أهلكنا أهلها فجاءهم ثم حذف المضاف بدليل أو هم قائلون " بيانا أو هم قائلون " بياتا مصدر في موضع الحال بمعنى بائتين أي بالليل وقائلون من القائلة أي بالنهار وقد أصاب العذاب بعض الكفار المتقدمين بالليل وبعضهم بالنهار وأو هنا للتنويع * (دعواهم) * أي ما كان دعاؤهم واستغاثتهم إلا للاعتراف بأنهم ظالمون وقيل المعنى أن دعواهم هنا ما كانوا يدعونه من دينهم فاعترفوا لما جاءهم العذاب أنهم كانوا ظالمين في ذلك * (أرسل إليهم) * أسند الفعل إلى الجار والمجرور ومعنى الآية أن الله يسأل الأمم عما أجابوا به رسلهم ويسأل الرسل عما أجيبوا به * (فلنقصن عليهم) * أي على الرسل والأمم * (والوزن) * يعني وزن الأعمال * (يومئذ) * أي يوم يسئل الرسل وأممهم وهو يوم القيامة * (بآياتنا يظلمون) * أي يكذبون بهاظلما * (خلقناكم ثم صورناكم) * قيل المعنى أردنا خلقكم وتصويركم * (ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) * وقيل خلقنا أباكم آدم ثم صورناه وإنما احتيج إلى التأويل ليصح العطف * (ألا تسجد) * لا زائدة للتوكيد * (إذ أمرتك) * استدل به بعض الأصوليين على أن الأمر يقتضي الوجوب والفور ولذلك وقع العقاب على ترك المبادرة بالسجود * (قال أنا خير منه) * تعليل علل به إبليس امتناعه من السجود وهو يقتضي الاعتراض على الله تعالى في أمره بسجود الفاضل للمفضول على زعمه وبهذا الاعتراض كفر إبليس إذ ليس كفره كفر جحود * (فاهبط منها) * أي من السماء * (قال فبما أغويتني) * الفاء للتعليل وهي تتعلق بفعل قسم محذوف تقديره أقسم بالله بسبب إغوائك لي لأغوين بني آدم وما مصدرية وقيل استفهامية ويبطله ثبوت الألف في ما مع حرف الجر * (صراطك) * يريد طريق الهدى والخير وهو منصوب على الظرفية * (ثم لآتينهم من بين أيديهم) * الآية أي من الجهات الأربع وذلك عبارة عن تسليطه على بني آدم كيفما أمكنه وقال ابن عباس من بين أيديهم الدنيا ومن خلفهم الآخرة وعن أيمانهم
(٢٩)