عقابكم وقد عادوا فبعث الله عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته يقتلونهم ويذلونهم إلى يوم القيامة * (حصيرا) * أي سجنا وهو من الحصر وقيل أراد به ما يفرش ويبسط كالحصير المعروف * (يهدي للتي هي أقوم) * أي الطريقة والحالة التي هي أقوم وقيل يعني لا إله إلا الله واللفظ أعم من ذلك * (ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير) * المعنى ذم وعتاب لما يفعله الناس عند الغضب من الدعاء على أنفسهم وأموالهم وأولادهم وأنهم يدعون بالشر في ذلك الوقت كما يدعون بالخير في وقت التثبت وقيل إن الآية نزلت في النضر بن الحارث حين قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية وقد تقدم أن الصحيح في قائلها إنه أبو جهل * (وكان الإنسان عجولا) * الإنسان هنا وفي الذي قبله اسم جنس وقيل يعني هنا آدم وهو بعيد * (فمحونا آية الليل) * فيه وجهان أحدهما أن يراد أن الليل والنهار آيتان في أنفسهما فتكون الإضافة في آية الليل وآية النهار كقولك مسجد الجامع أي الآية التي هي الليل والآية التي هي النهار ومحو آية الليل على هذا كونه مظلما والوجه الثاني أن يراد بآية الليل القمر وآية النهار الشمس ومحو آية الليل على هذا كون القمر لم يجعل له ضوء كضوء الشمس * (وجعلنا آية النهار مبصرة) * يحتمل أن يريد النهار بنفسه أو الشمس ومعنى مبصرة تبصر فيها الأشياء * (لتبتغوا فضلا من ربكم) * أي لتتوصلوا بضوء النهار إلى التصرف في معايشكم * (ولتعلموا) * باختلاف الليل والنهار أو بمسير الشمس " والقمر عدد السنين والحساب " الأشهر والأيام " وكل شيء فصلناه تفصيلا " انتصب كل بفعل مضمر والتفصيل البيان * (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) * انتصب كل بفعل مضمر والطائر هنا العمل والمعنى أن عمله لازم له وقيل إن طائره ما قدر عليه وله من خير وشر والمعنى على هذا أن كل ما يلقى الإنسان قد سبق به القضاء وإنما عبر عن ذلك بالطائر لأن العرب كانت عادتها التيمن والتشاؤم بالطير وقوله في عنقه أي هو كالقلادة أو الغل لا ينفك عنه * (كتابا يلقاه منشورا) * يعني صحيفة أعماله بالحسنات والسيئات * (اقرأ كتابك) * تقديره يقال له اقرأ * (حسيبا) * أي محاسبا أو من الحساب بمعنى العدد * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * معناه حيث وقع لا يؤاخذ أحد بذنب أحد والوزر في اللغة الثقل والحمل ويراد به هنا الذنوب ومعنى تزر تحمل وزر أخرى أي وزر نفس أخرى " وما كنا معذبين حتى
(١٦٨)