في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم وقيل فيما كان بين العرب من حلف في الجاهلية * (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها) * شبه الله من يحلف ولم يف بيمينه بالمرأة التي تغزل غزلا قويا ثم تنقضه وروى أنه كان بمكة امرأة حمقاء تسمى ربطة بنت سعد كانت تفعل ذلك وبها وقع التشبيه وقيل إنما شبه بامرأة غير معينة * (أنكاثا) * جمع نكث وهو ما ينكث أي ينقض وانتصابه على الحال * (تتخذون أيمانكم دخلا بينكم) * الدخل الدغل وهو قصد الخديعة * (أن تكون أمة هي أربى من أمة) * أن في موضع المفعول من أجله أي بسبب أن تكون أمة ومعنى أربى أكثر عددا أو أقوى ونزلت الآية في العرب الذين كانت القبيلة منهم تحالف الأخرى فإذا جاءها قبيلة أقوى منها غدرت بالأولى وحالفت الثانية وقيل الإشارة بالأربى هنا إلى كفار قريش إذ كانوا حينئذ أكثر من المسلمين * (إنما يبلوكم الله به) * الضمير للأمر بالوفاء أو لكون أمة هي أربى من أمة فإن بذلك يظهر من يحافظ على الوفاء أولا * (فتزل قدم بعد ثبوتها) * استعارة في الرجوع عن الخير إلى الشر وإنما أفرد القدم ونكرها لاستعظام الزلل في قدم واحدة فكيف في أقدام كثيرة * (وتذوقوا السوء) * يعني في الدنيا * (بما صددتم عن سبيل الله) * يدل على أن الآية فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم * (ولكم عذاب عظيم) * يعني في الآخرة * (ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا) * الثمن القليل عرض الدنيا وهذا نهي لمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكث لأجل ضعف الإسلام حينئذ وقوة الكفار ورجاء الانتفاع في الدنيا إن رجع عن البيعة * (ما عندكم ينفد) * أي يفنى * (فلنحيينه حياة طيبة) * يعني في الدنيا قال ابن عباس هي الرزق الحلال وقيل هي القناعة وقيل هي حياة الآخرة * (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله) * ظاهر اللفظ أن يستعاذ بعد القراءة لأن الفاء تقتضي الترتيب وقد شذ قوم فأخذوا بذلك وجمهور الأمة على أن الاستعاذة قبل القراءة وتأويل الآية إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله * (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا) * أي ليس له عليهم سبيل ولا يقدر على إضلالهم * (إنما سلطانه على الذين يتولونه) * أي يتخذونه وليا * (والذين هم به مشركون) * الضمير لإبليس والباء سببية " وإذا
(١٦١)