التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٠
* (من سلطان) * أي حجة وبرهان * (فيسقي ربه خمرا) * يعني الملك * (وقال للذي ظن أنه ناج منهما) * الظن هنا يحتمل أن يكون بمعنى اليقين لأن قوله قضي الأمر يقتضي ذلك أو يكون على بابه لأن عبارة الرؤيا ظن * (اذكرني عند ربك) * يعني الملك * (فأنساه الشيطان ذكر ربه) * قيل الضمير ليوسف أي نسي في ذلك الوقت أن يذكر الله ورجا غيره فعاقبه الله على ذلك بأن لبث في السجن وقيل الضمير للذي نجا منهما وهو الساقي أي نسي ذكر يوسف عند ربه فأضاف الذكر إلى ربه إذ هو عنده والرب على هذا التأويل الملك * (بضع سنين) * البضع من الثلاثة إلى العشرة وقيل إلى التسعة وروي أن يوسف عليه السلام سجن خمس سنين أولا ثم سجن بعد قوله ذلك سبع سنين * (وقال الملك) * هو ملك مصر الذي كان العزيز خادما له واسمه ريان بن الوليد وقيل مصعب بن الريان وكان من الفراعنة وقيل إنه فرعون موسى عمر أربعمائة سنة حتى أدركه موسى وهذا بعيد * (إني أرى سبع بقرات سمان) * يعني في المنام * (عجاف) * أي ضعاف في غاية الهزال * (يا أيها الملأ) * خطاب لجلسائه وأهل دولته * (للرؤيا تعبرون) * أي تعرفون تأويلها يقال عبرت الرؤيا بتخفيف الباء وأنكر بعضهم التشديد وهو مسموع من العرب وأدخلت اللام على المفعول به لما تقدم عن الفعل * (قالوا أضغاث أحلام) * أي تخاليطها وأباطيلها وما يكون منها من حديث نفس ووسوسة شيطان بحيث لا يعبر وأصل الأضغاث ما جمع من أخلاط النبات واحده ضغث فإن قيل لم قال أضغاث أحلام بالجمع وإنما كانت الرؤيا واحدة فالجواب أن هذا كقولك فلان يركب الخيل وإن ركب فرسا واحدا * (وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) * إما أن يريدوا تأويل الأحلام الباطلة أو تأويل الأحلام على الإطلاق وهو الأظهر * (وقال الذي نجا منهما) * هو ساقي الملك * (وادكر بعد أمة) * أي بعد حين * (يوسف أيها الصديق) * يقدر قبله محذوف لا بد منه وهو فأرسلوه فقال يا يوسف وسماه صديقا لأنه كان قد جرب صدقه في تعبير الرؤيا وغيرها والصديق مبالغة في الصدق * (أفتنا في سبع بقرات) * أي فيمن رأى سبع بقرات وكان الملك قد رأى سبع بقرات سمان أكلتهن سبع عجاف فعجب كيف علتهن وكيف وسعت في بطونهن ورأى سبع سنبلات خضر وقد التفت بها سبع يابسات حتى غطت خضرتها * (تزرعون سبع سنين) * هذا تعبير للرؤيا
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»