التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٠٩
بشروه بالولد * (قالوا سلاما) * نصب على المصدر والعامل فيه فعل مضمر تقديره سلمنا عليكم سلاما * (قال سلام) * تقديره عليكم سلام وسلام عليكم وهذا على أن يكون بمعنى التحية وإنما رفع جوابه ليدل على إثبات السلام فيكون قد حياهم بأحسن مما حيوه ويحتمل أن يكون السلام بمعنى السلامة ونصب الأول لأنه بمعنى الطلب ورفع الثاني لأنه في معنى الخبر * (فما لبث أن جاء) * أي ما لبث مجيئه بل عجل وما نافية وأن جاء فاعل لبث * (بعجل حنيذ) * أي مشوي وفعيل هنا بمعنى مفعول * (نكرهم) * أي أنكرهم ولم يعرفهم يقال نكر وأنكر بمعنى واحد * (وأوجس منهم خيفة) * قيل إنه لم يعرفهم فخاف منهم لما لم يأكلوا طعامه وقيل عرف أنهم ملائكة ولكن خاف أن يكونوا أرسلوا بما يخاف فأمنوه بقولهم لا تخف * (وامرأته قائمة) * قيل قائمة خلف الستر وقيل قائمة في الصلاة وقيل قائمة تخدم القوم واسمها سارة * (فضحكت) * قيل معناه حاضت وهو ضعيف وقال الجمهور هو الضحك المعروف واختلفوا من أي شيء ضحكت فقيل سرورا بالولد الذي بشرت به ففي الكلام على هذا تقديم وتأخير وقيل سرورا بالأمن بعد الخوف وقيل سرورا بهلاك قوم لوط * (فبشرناها بإسحاق) * أسند البشارة إلى ضمير الله تعالى لأنها كانت بأمره * (ومن وراء إسحاق يعقوب) * أي من بعده وهو ولده وقيل الوراء ولد الولد ويعقوب بالرفع مبتدأ وبالفتح معطوف على إسحاق " قالت يا ويلتا " الألف فيه مبدلة من ياء المتكلم وكذلك في يا لهفي ويا أسفي ويا عجبا ومعناه التعجب من الولادة وروى أنها كانت حينئذ بنت تسع وتسعين سنة وإبراهيم ابن مائة سنة * (رحمة الله وبركاته عليكم) * يحتمل الدعاء والخبر * (أهل البيت) * أي أهل بيت إبراهيم وهو منصوب بفعل مضمر على الاختصاص أو منادى * (حميد) * أي محمود * (مجيد) * من المجد وهو العلو والشرف " أيجادلنا " هو جواب لما على أن يكون المضارع في موضع الماضي أو على تقدير ظل أو أخذ يجادلنا ويكون يجادلنا مستأنفا والجواب محذوف ومعنى جداله كلامه مع الملائكة في رفع العذاب عن قوم لوط وقد ذكر في اللغات * (حليم) * وفي براءة أواه * (يا إبراهيم أعرض عن هذا) * أي قلنا يا إبراهيم أعرض عن هذا يعني عن المجادلة فيهم فقد نفذ القضاء بعذابهم " ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم " الرسل هم الملائكة ومعنى سئ بهم أصابه سوء وضجر لما ظن أنه من بني آدم وخاف عليهم من قومه " يوم عصيب " أي شديد " وجاء قومه يهرعون إليه " أي يسرعون وكانت امرأة لوط قد أخبرتهم بنزول الأضياف عنده فأسرعوا ليعملوا بهم عملهم الخبيث " من قبل كانوا يعملون السيئات " أي كانت عادتهم إتيان الفواحش في الرجال " قال يا قوم هؤلاء بناتي " المعنى فتزوجوهن
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»