التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١١٧
* (معاذ الله) * منصوب على المصدرية والمعنى أعوذ بالله * (إنه ربي) * يحتمل أن يكون الضمير لله تعالى أو للذي اشتراه لأن السيد يقال له رب فالمعنى لا ينبغي لي أن أخونه * (إنه لا يفلح الظالمون) * الضمير للأمر والشأن ويحتمل ذلك في الأول أي الضمير * (ولقد همت به وهم بها) * أكثر الناس الكلام في هذه الآية حتى ألفوا فيها التآليف فمنهم مفرط ومفرط وذلك أن منهم من جعل هم المرأة وهم يوسف من حيث الفعل الذي أرادته وذكروا في ذلك روايات من جلوسه بين رجليها وحله التكة وغير ذلك مما لا ينبغي أن يقال به لضعف نقله ولنزاهة الأنبياء عن مثله ومنهم من جعل أنها همت به لتضربه على امتناعه وهم بها ليقتلها أو يضربها ليدفعها وهو بعيد يرده قوله * (لولا أن رأى برهان ربه) * ومنهم من جعل همها به من حيث مرادها وهمه به ليدفعها وهذا أيضا بعيد لاختلاف سياق الكلام والصواب إن شاء الله أنها همت به من حيث مرادها وهم بها كذلك لكنه لم يعزم على ذلك ولم يبلغ إلى ما ذكر من حل التكة وغيرها بل كان همه خطرة خطرت على قلبه لم يطعها ولم يتابعها ولكنه بادر بالتوبة والإقلاع عن تلك الخطرة حتى محاها من قلبه لما رأى برهان ربه ولا يقدح هذا في عصمة الأنبياء لأن الهم بالذنب ليس بذنب ولا نقص عليه في ذلك فإنه من هم بذنب ثم تركه كتبت له حسنة * (لولا أن رأى برهان ربه) * جوابه محذوف تقديره لولا أن رأى برهان ربه لخالطها وإنما حذف لأن قوله هم بها يدل عليه وقد قيل إن هم بها هو الجواب وهذا ضعيف لأن جواب لولا لا يتقدم عليها واختلف في البرهان الذي رآه فقيل ناداه جبريل يا يوسف أتكون في ديوان الأنبياء وتفعل فعل السفهاء وقيل رأى يعقوب ينهاه وقيل تفكر فاستبصر وقيل رأى زليخا غطت وجه صنم لها حياء منه فقال أنا أولى أن أستحي من الله * (كذلك لنصرف) * الكاف في موضع نصب متعلقة بفعل مضمر التقدير ثبتناه مثل ذلك التثبيت أو في موضع تقديره الأمر مثل ذلك * (السوء والفحشاء) * خيانة سيده والوقوع في الزنا * (المخلصين) * قرئ بفتح اللام حيث وقع أي الذين أخلصهم الله لطاعته وبالكسر أي الذين أخلصوا دينهم لله * (واستبقا الباب) * معناه سبق كل واحد منهما صاحبه إلى الباب فقصد هو الخروج والهروب عنها وقصدت هي أن ترده فإن قيل كيف قال هنا الباب بالإفراد وقد قال بالجمع وغلقت الأبواب فالجواب أن المراد هنا الباب البراني الذي هو المخرج من الدار * (وقدت قميصه من دبر) * أي قطعته من وراء وذلك أنها قبضت قميصه من خلفه لترده فتمزق القميص والقد القطع بالطول والقطع بالعرض * (وألفيا سيدها) * أي وجدا زوجها عند الباب * (قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن) * لما رأت الفضيحة عكست القضية وادعت أن يوسف راودها عن نفسها فذكرت جزاء كل من فعل ذلك على العموم ولم تصرح بذكر يوسف لدخوله في العموم وبناء على أن الذنب ثابت عليه بدعواها " وما جزاء " يحتمل أن تكون ما نافية أو استفهامية * (قال هي راودتني عن نفسي) * برأ نفسه من دعواها " وشهد
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»