التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١١٦
كنا صادقين في هذه المقالة فذلك على وجه المغالطة منهم والأول أظهر " وجاؤا على قميصه بدم كذب " أي ذي كذب أو وصف بالمصدر مبالغة وروي أنهم لطخوا قميصه بدم جدي وقالوا ليعقوب هذا دمه في قميصه فقال لهم مال الذئب أكله ولم يخرق قميصه فاستدل بذلك على كذبهم * (سولت) * أي زينت * (فصبر جميل) * وعد من نفسه بالصبر وارتفاعه على أنه مبتدأ تقديره صبر جميل أمثل أو خبر مبتدأ تقديره شأني صبر جميل * (وجاءت سيارة) * روي أن هؤلاء السيارة من مدين وقيل هم أعراب * (واردهم) * الوارد هو الذي يستقي الماء لجماعة ونقل السهيلي أن اسم هذا الوارد مالك بن دعر من العرب العاربة ولم يكن له ولد فسأل يوسف أن يدعو له بالولد فدعا له فرزقه الله اثني عشر ولدا أعقب كل واحد منهم قبيلة " قال يا بشراي " أي نادى بالبشرى كقولك يا حسرة وأضافها إلى نفسه وقرئ يا بشرى بحذف ياء المتكلم والمعنى كذلك وقيل على هذه القراءة نادى رجلا منهم اسمه بشرى وهذا بعيد ولما أدلى الوارد الحبل في الجب تعلق به يوسف فحينئذ قال يا بشراي هذا غلام * (وأسروه بضاعة) * الضمير الفاعل للسيارة والضمير المفعول ليوسف أي أخفوه من الرفقة أو قالوا لهم دفعه لنا قوم لنبيعه لهم بمصر * (وشروه) * أي باعوه والضمير أيضا للذين أخذوه وقيل الضمير لإخوة يوسف وأنهم رجعوا إليه فقالوا للسيارة هذا عبدنا * (بثمن بخس) * أي ناقص عن قيمته وقيل البخس هنا الظلم * (دراهم معدودة) * عبارة عن قلتها * (وكانوا) * الضمير للذين أخذوه أو لإخوته * (وقال الذي اشتراه) * يعني العزيز وكان حاجب الملك وخازنه وقال السهيلي اسمه قطفير * (من مصر) * هو البلد المعروف ولذلك لم ينصرف وكان يوسف قد سبق إلى مصر فنودي عليه في السوق حتى بلغ ثمنه ووزنه ذهبا وقيل فضة فاشتراه العزيز * (تأويل الأحاديث) * قد تقدم * (والله غالب على أمره) * في عود الضمير وجهان أحدهما أن يعود على الله فالمعنى أنه يفعل ما يشاء لا راد لأمره والثاني أنه يعود على يوسف أي يدبر الله أمره بالحفظ له والكرامة " بلغ أشده " قيل الأشد البلوغ وقيل ثمان عشرة سنة وقيل ثلاث وثلاثون وقيل أربعون * (حكما) * هي الحكمة والنبوة * (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه) * أي طلبت منه ما يكون من الرجل إلى المرأة وهي زليخا امرأة العزيز * (وغلقت الأبواب) * روي أنها كانت سبعة أبواب * (هيت لك) * اسم فعل معناه تعال وأقبل وقرئ بفتح الهاء وكسرها وبفتح التاء وضمها والمعنى في ذلك كله واحد وحركة التاء للبناء وأما من قرأ بالهمز فهو فعل من تهيأت كقولك جئت
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»