التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١١٩
التنوين مراعاة لأصله من الحرفية * (ما هذا بشرا) * أخرجنه من البشر وجعلنه من الملائكة مبالغة في وصف الحسن * (إن هذا إلا ملك كريم قالت فذلكن الذي لمتنني فيه) * توبيخ لهن على اللوم * (فاستعصم) * أي طلب العصمة وامتنع مما أرادت منه * (أصب إليهن) * أي أميل وكلامه هذا تضرع إلى الله * (ثم بدا لهم) * أي ظهر والفاعل محذوف تقديره رأي والضمير في لهم لزوجها وأهلها أو من تشاور معه في ذلك * (رأوا الآيات) * أي الأدلة على براءته * (ودخل معه السجن فتيان) * أي شابان وقيل هنا محذوف لا بد منه وهو فسجنوه وكان يوسف قد قال لأهل السجن إني أعبر الرؤيا وكذلك سأله الفتيان عن منامهما وقيل إنهما استعملاها ليجرباه وقيل رأيا ذلك حقا * (أعصر خمرا) * قيل فيه سمى العنب خمرا بما يؤول إليه وقيل هي لغة * (إنا نراك من المحسنين) * قيل معناه في تأويل الرؤيا وقيل إحسانه إلى أهل السجن * (قال لا يأتيكما طعام ترزقانه) * الآية تقتضي أنه وصف لهما نفسه بكثرة العلم ليجعل ذلك وصلة إلى دعائهما لتوحيد الله وفيه وجهان أحدهما أنه قال يخبرهما بكل ما يأتيهما في الدنيا من طعام قبل أن يأتيهما وذلك من الإخبار بالغيوب الذي هو معجزة الأنبياء والآخر أنه قال لا يأتيكما طعام في المنام إلا أخبرتكما بتأويله قبل أن يظهر تأويله في الدنيا * (ذلكما مما علمني ربي) * روي أنهما قالا له من أين لك هذا العلم وأنت لست بكاهن ولا منجم فقال ذلكما مما علمني ربي * (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله) * يحتمل أن يكون هذا الكلام تعليلا لما قبله من قوله علمني ربي أو يكون استئنافا * (يا صاحبي السجن) * نسبهما إلى السجن إما لأنهما سكناه أو لأنهما صاحباه فيه كأنه قال يا صاحبي في السجن " أأرباب متفرقون " الآية دعاهما إلى توحيد الله وأقام عليهما الحجة رغبة في إيمانهما * (ما تعبدون من دونه إلا أسماء) * أوقع الأسماء هنا موقع المسميات والمعنى سميتم ما لا يستحق الألوهية آلهة ثم عبدتموها
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»