التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١١٨
شاهد) قيل هو ابن عمها وقيل كان طفلا في المهد فتكلم وكونه من أهلها أوجب للحجة عليها وأوثق لبراءة يوسف وكونه لم يتكلم قط ثم تكلم بذلك كرامة ليوسف عليه السلام والتقدير شهد شاهد فقال أو ضمنت الشهادة معنى القول * (إن كان قميصه قد من قبل فصدقت) * لأنها كانت تدافعه فتقد قميصه من قبل * (وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت) * لأنها جذبته إلى نفسها حين فر منها فقدت قميصه من دبر * (فلما رأى قميصه قد من دبر) * فاعل رأى زوجها أو الشاهد * (إنه من كيدكن) * الضمير للأمر أو لقولها ما جزاء * (يوسف أعرض عن هذا) * أي اكتمه ولا تحدث به ويوسف منادى حذف منه حرف النداء لأنه قريب وفي حذف الحرف إشارة إلى تقريبه وملاطفته * (واستغفري لذنبك) * خطاب لها وذلك من كلام زوجها أو من كلام الشاهد * (من الخاطئين) * جاء بلفظ التذكير ولم يقل من الخاطئات تغليبا للذكور * (وقال نسوة في المدينة) * أي في مصر روي أنهن خمس نسوة امرأة الساقي وامرأة الخباز وامرأة صاحب الدواب وامرأة صاحب السجن وامرأة الحاجب * (فتاها) * أي خادمها والفتى يقال بمعنى الشاب وبمعنى الخادم * (شغفها) * بلغ شغاف قلبها وهو غلافه وقيل السويداء منه وقيل الشغاف داء يصل إلى القلب * (سمعت بمكرهن) * أي بقولهن وسماء مكرا لأنه كان في خفية وقيل كانت قد استكتمتهن سرها فأفشينه عليها * (وأعتدت لهن متكأ) * أي أعتدت لهن ما يتكأ عليه من الفرش ونحوها وقيل المتكأ طعام وقرئ في الشاذ متكا بسكون التاء وتنوين الكاف وهو الأترج وإعطاؤها السكاكين لهن يدل على أن الطعام كان مما يقطع بالسكاكين كالأترج وقيل كان لحما * (وقالت اخرج عليهن) * أمر ليوسف وإنما أطاعها لأنه كان مملوك زوجها * (أكبرنه) * أي عظمن شأنه وجماله وقيل معنى أكبرن حضن والهاء للسكت وهذا بعيد جدا * (وقطعن أيديهن) * أي اشتغلن بالنظر إليه وبهتن من جماله حتى قطعن أيديهن وهن لا يشعرن كما يقطع الطعام * (حاش لله) * معناه براءة وتنزيه أي تنزيه لله وتعجب من قدرته على خلقه مثله وحاش في باب الاستثناء تخفض على أنها حرف وأجاز المبرد النصب بها على أن تكون فعلا وأما هنا قال أبو علي الفارسي إنها فعل والدليل على ذلك من وجهين أحدهما أنها دخلت على لام الخبر وهو اللام في قوله لله ولا يدخل الحرف على حرف والآخر أنها حذفت منها الألف على قراءة الجماعة والحروف لا يحذف منها شيء وقرأها أبو عمر بالألف على الأصل وإنما تحذف من الأفعال كقولك لم يك ولا أدري والفاعل بحاش ضمير يعود على يوسف تقديره بعد يوسف عن الفاحشة لخوف الله وقال الزمخشري إن حاش وضع موضع المصدر كأنه قال تنزيها ثم قال الله ليبين من ينزه قال وإنما حذف منه
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»