التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٣
عن أحوالهم وأخبروه أنهم تركوا أخا لهم فحينئذ قال لهم ائتوني بأخ لكم من أبيكم وهو بنيامين شقيق يوسف * (ولما جهزهم بجهازهم) * الجهاز ما يحتاج إليه المسافر من زاد وغيره والمراد به هنا الطعام الذي باع منهم * (خير المنزلين) * أي المضيفين * (وإنا لفاعلون) * أي نفعل ذلك لا محالة * (وقال لفتيانه) * جمع فتى وهو الخادم سواء كان حرا أو عبدا * (اجعلوا بضاعتهم في رحالهم) * أمر أن يجعلوا البضاعة التي اشتروا منه بها الطعام في أوعيتهم * (لعلهم يعرفونها) * أي لعلهم يعرفون اليد والكرامة في رد البضاعة إليهم وليس الضمير للبضاعة * (لعلهم يرجعون) * أي لعل معرفتهم بها تدعوهم إلى الرجوع وقصد برد البضاعة إليهم مع الطعام استئلافهم بالإحسان إليهم * (منع منا الكيل) * إشارة إلى قولهم وإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي فهو خوف من المنع في المستقبل * (نكتل) * وزنه نفتعل من الكيل * (ما نبغي) * ما استفهامية ونبغي بمعنى نطلب والمعنى أي شيء نطلبه بعد هذه الكرامة وهي رد البضاعة مع الطعام ويحتمل أن تكون ما نافية ونبغي من البغي أي لا نتعدى على أخينا ولا نكذب على الملك * (ونمير أهلنا) * أي نسوق لهم الطعام * (ونزداد كيل بعير) * يريدون بعير أخيهم إذ كان يوسف لا يعطي إلا كيل بعير من الطعام لإنسان فأعطاهم عشرة أبعرة ومنعهم الحادي عشر لغيبة صاحبه حتى يأتي والبعير الجمل * (ذلك كيل يسير) * إن كانت الإشارة إلى الأحمال فالمعنى أنها قليلة لا تكفيهم حتى يضاف إليها كيل بعير وإن كانت الإشارة إلى كيل بعير فالمعنى أنه يسير على يوسف أي قليل عنده أو سهل عليه فلا يمنعهم منه * (حتى تؤتون موثقا من الله) * أراد أن يحلفوا له ولتأتنني به جواب اليمين * (إلا أن يحاط بكم) * أي إلا أن تغلبوا فلا تطيقون الإتيان به * (يا بني لا تدخلوا من باب واحد) * خاف عليهم من العين إن دخلوا مجتمعين إذ كانوا أهل جمال وهيبة * (ما كان يغني عنهم) * جواب لما والمعنى أن ذلك
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»