التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٠٧
ملاطفة وإكرام * (اهبط بسلام منا) * أي اهبط من السفينة بسلامة * (وعلى أمم ممن معك) * أي ممن معك في السفينة واختار الزمخشري أن يكون المعنى من ذرية من معك ويعني به المؤمنين إلى يوم القيامة فمن على هذا لابتداء الغاية والتقدير على أمم ناشئة ممن معك وعلى الأول تكون من لبيان الجنس * (وأمم سنمتعهم) * يعني نمتعهم متاع الدنيا وهم الكفار إلى يوم القيامة * (تلك من أنباء الغيب) * إشارة إلى القصة وفي الآية دليل على أن القرآن من عند الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم ذلك قبل الوحي * (إن أنتم إلا مفترون) * يعني في عبادتهم لغير الله * (يرسل السماء عليكم مدرارا) * السماء هنا المطر ومدرارا بناء تكثير من الدر يقال در المطر واللبن وغيره وفي الآية دليل على أن الاستغفار والتوبة سبب لنزول الأمطار وروى أن عادا كان حبس عنهم المطر ثلاث سنين فأمرهم بالتوبة والاستغفار ووعدهم على ذلك بالمطر والمراد بالتوبة هنا الرجوع عن الكفر ثم عن الذنوب لأن التوبة من الذنوب لا تصح إلا بعد الإيمان * (قالوا يا هود ما جئتنا ببينة) * أي بمعجزة وذلك كذب منهم وجحود أو يكون معناه بآية تضطرنا إلى الإيمان بك وإن كان قد أتاهم بآية نظرية * (عن قولك) * أي بسبب قولك * (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) * معناه ما نقول إلا أن بعض آلهتنا أصابك بجنون لما سببتها ونهيتنا عن عبادتها * (فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون) * هذا أمر بمعنى التعجيز أي لا تقدرون أنتم ولا آلهتكم على شيء ثم ذكر سبب قوته في نفسه وعدم مبالاته بهم فقال إني توكلت على الله الآية * (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) * أي هي في قبضته وتحت قهره والأخذ بالناصية تمثيل لذلك وهذه الجملة تعليل لقوة توكله على الله وعدم مبالاته بالخلق * (إن ربي على صراط مستقيم) * يريد أن أفعال الله جميلة وقوله صدق ووعده حق فالاستقامة تامة * (فإن تولوا فقد أبلغتكم) * أصل تولوا هنا تتولوا لأنه فعل مستقبل حذفت منه تاء المضارعة فإن قيل كيف وقع الإبلاغ جوابا للشرط وقد كان الإبلاغ قبل التولي فالجواب أن المعنى إن تتولوا فلا عتب علي لأني قد أبلغتكم رسالة ربي * (ولا تضرونه شيئا) * أي لا تنقصونه شيئا أي إذا أهلككم واستخلف غيركم * (ولما جاء أمرنا) * إن قيل
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»