التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٩
سبيلي) إشارة إلى شريعة الإسلام * (أدعو إلى الله على بصيرة) * أي أدعو الناس إلى عبادة الله وأنا على بصيرة من أمري وحجة واضحة * (أنا ومن اتبعني) * أنا تأكيد للضمير في أدعو ومن اتبعني معطوف عليه وعلى بصيرة في موضع الحال وقيل أنا مبتدأ وعلى بصيرة خبره فعلى هذا يوقف على قوله أدعو إلى الله وهذا ضعيف * (وسبحان الله) * تقديره وأقول سبحان الله * (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا) * رد على من أنكر أن يكون النبي من البشر وقيل فيه إشارة إلى أنه لم يبعث رسولا من النساء * (من أهل القرى) * أي من أهل المدن لا من أهل البوادي فإن الله لم يبعث رسولا من أهل البادية لجفائهم * (حتى إذا استيأس الرسل) * متصل بالمعنى بقوله وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا إلى قوله عاقبة الذين من قبلهم ويأسهم يحتمل أن يكون من إيمان قومهم أو من النصر والأول أحسن * (وظنوا أنهم قد كذبوا) * قرئ بتشديد الذال وتخفيفها فأما التشديد فالضمير في ظنوا وكذبوا للرسل والظن يحتمل أن يكون على بابه أو بمعنى اليقين أي علم الرسل أن قومهم قد كذبوهم فيئسوا من إيمانهم وأما التخفيف فالضميران فيه للقوم المرسل إليهم أي ظنوا أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوه من الرسالة أو من النصرة عليهم * (في قصصهم) * الضمير للرسل على الإطلاق أو ليوسف وإخوته * (ما كان حديثا يفترى) * يعني القرآن * (ولكن تصديق الذي بين يديه) * تقدم معناه في البقرة سورة الرعد * (تلك آيات الكتاب) * أي آيات هذه السورة ويحتمل أن يريد آيات الكتب على الإطلاق ويحتمل أن يريد القرآن على الإطلاق وهذا بعيد لتكرار القرآن بعد ذلك * (والذي أنزل إليك) * يعني القرآن وإعرابه مبتدأ وخبره الحق * (بغير عمد) * أي بغير شيء تقف عليه إلا قدرة الله * (ترونها) * قيل الضمير للسموات وترونها على هذا في موضع الحال أو استئنافا
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»