الأصنام أي لا تشك في فساد دين هؤلاء " ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم " أي هم متبعون لآبائهم تقليدا من غير برهان " وإنا لموفوهم نصيبهم " يعني من العذاب * (كلمة سبقت) * يعني القدر وذلك أن الله قضى أن يفصل بينهم يوم القيامة فلا يفصل في الدنيا " وإن كلا " قرئ بتشديد إن وبتخفيفها وإعمالها عمل الثقيلة والتنوين في كل عوضا من المضاف إليه يعني كلهم واللام في لما موطئة للقسم وما زائدة وليوفينهم خبر إن وقرئ لما بالتشديد على أن تكون إن نافية ولما بمعنى إلا " ليوفينهم ربك أعمالهم " أي جزاء أعمالهم " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا " يعني الكفار وقيل إنهم الظلمة من الولاة وغيرهم " ثم لا تنصرون " مستأنف غير معطوف وإنما قال ثم لبعد النصرة " وأقم الصلاة " الآية يراد بها الصلوات المفروضة فالطرف الأول الصبح والطرف الثاني الظهر والعصر والزلف من الليل المغرب والعشاء " إن الحسنات يذهبن السيئات " لفظه عام وخصصه أهل التأويل بأن الحسنات الصلوات الخمس ويمكن أن يكون ذلك على وجه التمثيل روى أن رجلا قبل امرأة ثم ندم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وصلى معه الصلاة فنزلت الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين السائل فقال ها أنذا فقال قد غفر لك فقال الرجل ألي خاصة أو للمسلمين عامة فقال بل للمسلمين عامة والآية على هذا مدنية وقيل إن الآية كانت قبل ذلك ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم للرجل مستدلا بها فالآية على هذا مكية كسائر السورة وإنما تذهب الحسنات عند الجمهور الصغائر إذا اجتنبت الكبائر * (ذلك) * إشارة إلى الصلوات أو إلى كل ما تقدم من وعظ ووعد ووعيد * (فلولا) * تحضيض بمعنى هلا " أولو بقية " أي أولو خير ودين بقي لهم دون غيرهم " إلا قليلا ممن أنجينا منهم " استثناء منقطع معناه ولكن قليلا ممن أنجينا من القرون ينهون عن الفساد في الأرض وقيل هو متصل فإن الكلام الذي قبله في حكم النفي كأنه قال ما كان فيهم من ينهى عن الفساد في الأرض إلا قليلا على أن الوجه في مثل هذا البدل ويجوز فيه النصب * (الذين ظلموا) * يعني الذين لم ينهوا عن الفساد * (بظلم) * هذا المجرور في موضع الحال من ربك والمعنى أنه لا يهلك أهل القرى ظالما لهم تعالى الله عن ذلك " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة " يعني مؤمنة لا خلاف
(١١٣)